يا أنتِ
يا سرَّ ارتعاشِ القلبِ حين يراكِ مقبلةً
يُرفرفُ في فضاءاتِ الحُبور
شفَّ المدى شوقاً، حنيناً.. في ذهولٍ
والطُّيوبُ اضّـوّعتْ في الأرضِ
عانقتِ النسيمَ.. وأقبلت
يا أنتِ.. ما هذا الحضور!!
٢
تأتينَ مبهرةً وفاتنةً
ترقُّ إليكِ أفئدةٌ
وتدنو منكِ طائعةً
وقلبي دونها لبّاكِ مُذ أقبلتِ
فرَّ الحائرُ المفتونُ من جنبي إلى عينيكِ
غنّى، وانتشى.. حتى غدا هـشّا
وآبَ إليّ رقراقاً، وبرّاقاً
ثوى في الصّدرِ خفّاقاً، ومرتعِشا
٣
تأتينَ من ألقٍ.. على ألقٍ
تضيئينَ المعاني في سماءِ الشّعرِ
أقطفُها.. وأصنعُ من رحيقِ النورِ
لحناً صافياً
لكِ أنتِ وشَّحهُ الحنينُ
وشفَّهُ من مقلتيكِ بنظرةٍ
فسما.. وحلّقَ عاليا
يا نفحةَ السّحرِ التي
مسّت عروقَ قصيدتي
فزهَت بروضكِ واشرأبّت
في ظلالِ الياسمينِ
ورتّلت أسرارَها
ما كان زهري في الحديقةِ خافيا
٤
كان المساءُ محلّقاً بكِ
في الرِّحابِ الوادعةْ
أرسى السكينةَ والأمانَ مذ ابتسمتِ
على جهاتي الضائعةْ
شفّت بهِ الأنسامُ من حولي.. تجلّت
حينما حمّلتها قُبلاً
فأرستها على خديكِ أشواقاً
وعادت مُترعةْ
فدنوتِ منّي حينها
وكأنّما الدنيا تدانت بالبشائرِ طائعةْ
وهمستِ لي..
أبدعتَ في هذي القصيدةِ شاعري
أبدعتَ..
راقت في دمي شلالَ موسيقى
ووسماً ضاءَ مزهوّاً على صدر المساءِ
وقلتُ في سرّي..
بأنّي ما طرقتُ الشّعرَ
ما أبدعتُ شيئاً
إنّما طالعتُ أسفارَ الجمالِ
وكنتِ أنتِ المبدعةْ!
5
قصيدة