كم كان يخفي الهوى والشوقُ يُبديهِ
وفيه من وحشة التسهيدِ ما فيه
كأنّ جِنّ سليمانٍ تَخَطّفَه
فعاد يكتب ما قد بات يخفيه
كم من سنينٍ على شوقٍ تؤرقّه
قد كان فيها غريب الحيّ قاصيهِ
مضى وحيداً بلا خلٍّ يؤانسه
ولا صديقٍ صدوقٍ كي يواسيه
ولا ديارٍ إذا ضجّ الحنين به
يَأوي يبثّ لها النجوى فتؤويه
تقاذفتْه المواني نورساً عَصَفَتْ
به الرياحُ على الشطآن تُرديهِ
فلاذ بالبحرِ فاض الماءُ في فمه
وضاق بالريح تَعوي في موانيه
وشدّ أشرعةَ الآمال يحمِلُه
موجٌ يئنُّ إذا ضاقت مَراسِيه
ويحَ الغيابِ يفتُّ القلبَ يُنهِكُه
يجتاحه بجوىً في رحلة التيه
لا جُبَّ ينتظر الساري على قلقٍ
ولا دِلاءَ تدلَّتْ في خوافيه
كم حال بيني وبين الحِبِّ كيف إذَنْ
أغفو وفي القلبِ نيرانٌ تُشوِّيه
بالله كيف يكون الصبحُ يا امرأةً
إن لم تكن وجنتاكِ كلّ ما فيه
184
قصيدة