يكفي من الشعر ما قد كان يكفيكَا
ما عاد حرفٌ على التأويل يُغريكَا
يكفيك ما كان من وجدٍ ومن أرَقٍ
أقضّ في غربة الدّنيا أراضيكَا
يكفيك قافيةٌ للشوق كم ذرفت
على الوسائد دمعاً من مآقيكا
ورحلةٌ لم تزل تطوي مفازتها
ولستَ تعلم ما تُخفي خطاويكَا
يكفيك قلبُك هذا الْــ ما يزال إلى
ماضٍ من العمر تخفيه فيُشجيكا
وذكرياتٌ، ظننتَ الروح تهجُرها
فأورقت من جديد في قوافيكا
وأنبتتْ في صميم النفس نخلتها
تهُزّ جذع النوى من حيثُ تُنسيكَا
فترشُف الوهم في كأسٍ تعاقرهُ
وتمضَغ الحزن مُرّاً في معانيكَا
تُقلّبُ الطرف في الدنيا على أملٍ
ألا تبوء بذنبٍ كاد يُشقيكَا
وترفَعُ الكف للرحمن تسأله
عفواً إذا حشرجتك الروحُ يُنجيكَا
يكفيك هذا فما في البحر مُتّسَعٌ
لمركبٍ ما رسا يوماً بشاطِيكَا
فالأمنيَاتُ التي عتّقْتَها زمناً سَقَتْ سواكَ وما كانت لتسقيكَا
184
قصيدة