لأنّ الطريق
ستحمِل أبناءها العابرينْ
على غيمةٍ في الجوار
سنبقى هناك
نُطالعُ أخبارنا من بعيد
ونكتبُ كلّ صباحٍ
قصيدةَ شوقٍ
إلى الراحلينْ
لأنّ الطريقَ
تحثُّ الرياحَ
لتدركَ شأوَ الضياءِ
ونحصُد قمح السنينْ
سنبقى نغذُّ الخُطى
في اقتحام المسافات
حتى إذا وضع العمرُ أوزاره
سوف نأوي إلى جِذوةٍ
من حنينْ
لأنّ صباحَ التّشَارين يُشبهُنا
في ارتكاب الحماقات
في الضحكِ المُرِّ
في البحث عن سببٍ للبكاء
وفي الخوف من غيمةٍ في الشتاءِ
وفي هرَبِ القُبّراتِ
وفي هَجْعةِ الياسمينْ
سنبقى نَسُلُّ الحروفَ سِهاماً
نُصيبُ بها أعينَ الحاسدينْ
لأنّا وُلِدنا
وفي الفمِ ماءٌ
وفي العين دمعٌ توارى
على أُهْبَةِ الإختباء
وفي صوتنا غابةٌ من رَيَاحينْ
سنبقى ندندنُ حول المعاني
لِئلا نبوء بذنب القصائدِ
وَهْي تحاول
أن تتسلّق سُورَ البيانِ
بشعرٍ يغيّرُ وجه التعابير
في زمنٍ
لم نعُد نعرفُ الفرق
بين الأحبّة.. والآخَرينْ
184
قصيدة