من علّم الغيماتِ أن لا تُمطِرا

وأشار للنجماتِ أن لا تَسْهَرا

 

مَن أخْبَرَ الكلماتِ أن تتفيأَ الحرْ

فَ القديمَ وتَستعيرَ الدّفْتَرا

 

وتخطّ في سِفر النوى آياتِها

وتعتّق الأوجاعَ حتى تسكَرا

 

ومَن الذي ألقى عباءته على

كتِفِ الغريبِ لكي يظلَّ مُهجَّرا

 

يجثو على شَفَة الخليج مقبِّلاً

شطآنه تُزجِي السلامَ مُعَطَّرَا

 

للواقفين على شفا أبياتهِ

والْـ مُلهِمِيه الشعرَ ماءً كوثَرَا

 

 

أهلِ المودّة غيرَ أنّ قلوبَهم

تُجزيه هجراً بالوصال وأكثرَا

 

من قال: إنّ البحرَ يُنكرُ موجَه

أو يُرجعُ الغرقى ويَنسى ما جَرى

 

من ساوم الغرباء عن أوطانهم

والشوقُ صلّى للديار وكبّرا

 

شوقٌ يرتله الصباح قصيدةً

فيعودُ يَنثُرُه المساءُ مُبَعثرَا

 

ويعودُ مكسوراً يلملمُ حزنَه

"وحنينه أبداً" بأن لا يُكسَرَا

 

خوفي على قلبي الذي أنهكتُهُ

أن لا يُطيقَ الهجرَ أو لا يصبِرَا

 

أن تستبدَّ بنبضِهِ خفقاتُه

ويَضيقَ يوماً بالدّماء فيَضْمُرا

 

خوفي على وطني الذي خبّأْتُه

في بقجتي فغدوتُ عنه مهاجِرا

 

ونظمتُه شِعراً سبكتُ حروفه

وأعَذْتُه باللهِ مِن أن يُنْثَرا

 

خوفي عليَّ إذا رجعتُ مكفَّناً

من غربتي أن لا يواريَنِي الثرى

 

أن ينكرَ العهد الموثّق بيننا

ويقولَ عُدْ من حيثُ مِتَّ لتُقَبَرا

 

ما حيلةُ الغُرَباءِ إذ ألقاهمُ

في الجبِّ كيدٌ أو حديثٌ مُفتَرَى

 

ضاقت بهم سبلُ الحياة فحاولوا

عذراً.. أعَدْلٌ أن تموتَ لتُعذَرَا؟

 

قَدُّوا قميص الصبر عن آمالهم

ليعودَ يوسفُ للنبيِّ

فيُبصِرَا

ما ذنبهم؟

والعيشُ في أوطانهم

ذنبٌ قضاهُ البعدُ

أن لا يُغفَرَا

 

من قال:

إنّ الشِّعر لعنةُ شوقهمْ؟!

هي لعنةُ المشتاق

أن لا يشعُرَا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة