لا وقت للحبّ نجمُ العمر قد أفَلَا
وكلّ ما في رحيق النفس قد ذبُلا
لا شوقَ تسري به الأحلام في ولهٍ
ولا رسولَ يقيمُ الليل مبتهِلَا
هذي نهاية درب الحبّ قد أزِفتْ
مذ سار فيها الفتى للآن ما وصَلا
منذ افترقنا وأشواقي مبعثَرَةٌ
والشيبُ في مَفْرِقِ الخمسينَ قد جَفَلا
والذكريات التي نامت على كتفي
قَدّتْ قميص الجوى عن غربتي قبُلَا
كأنني رهنُ كفّ الدهر يقذفني
على شواطِي النوى حِلّاً ومرتَحَلَا
والراحلات معي هذي الحروف إذا
أتيتُ أخطبُها لمْ تُبقِ لي أملَا
تقول لي كلّما راودتُ ما بقيت
في عمرنا سَعَةٌ للشوق يا "رجُلا"
فَخَلِّ عنك الهوى وخلِّ مطلبَه
فليس للمرء من دنياهُ ما سَألَا
184
قصيدة