قهوتي أين؟
هل بدأتِ النهارَ؟!
لم أزل أذرعُ المكانَ
انتظارا
هل أعرتِ الصباح منكِ
ضياءً؟!
وأنا أضرمُ الدقائق نارا
هل تظنّين
أن أُعاقِر صُبحًا
قبل أن تُشعلي ليَ
الأنوارا؟
آن للفجر ان يقولَ تعالَي
ليزيحَ الظلامُ عنّي الستارا
قهوتي أنت!
كيف أن لا أراني
والجوى في
قصائدي ما توارى
يعلمِ الكونُ
منذُ عينيكِ
أنّي
أرسلُ الشوقَ في المدى
أشعارا
فأعِدّي بقهوة الصبحِ
يومي
لتُعيدي
إلى الغريب الديارا
وتعيدي للأمنيات
صِباها
وتعيدي
إلى الدروب المسارا
فتصيرُ الأيامُ أجملَ
عُمرًا
وتصير الأوطانُ أقربَ
دارا
ويصيرُ النخيلُ أكثر
تمرًا
وتصيرُ الحقولُ
أشهى ثمارا
فتعودُ الأشعارُ أعذبَ
وزنا
بعد أن سامها الفراقُ
انكسارا
وتعودُ الحروفُ
تطرقُ بابي
والقوافي
تراقصُ الأوتارا
فأقيمي للبُنِّ طقسًا
شهيًّا
قبل أن يُمعنَ الصباحُ
فِرارا
قبل أن يهجر الصّواعُ متاعي
"والعصافير تهجرُ الأوكارا"
أرسلي النورَ
من قناديل عينيك
وقولي للشمس
ألا تغارَا
قهوتي أنتِ
فاسكبي الصبحَ عذبا
في الفناجين
نحتسيها مِرارا
مُرَّةً
من نبيذ ريقِكِ تحلو
تدعُ الصبَّ
تائها
محتارا
فتصيري دون الديار
دمشقًا
مثلما صرتُ في الحنين
"نزارا"
حسن جلنبو
أبوظبي 29 / 8 / 2023.
184
قصيدة
