الديوان » حسن جلنبو » اجتياح


منذُ اجترحتُ الشِّعرَ غيضَ الماءُ

وعجبتُ كيف تخونُني الأشياءُ

 

وعلمتُ من دنياي أنّي لم أزلْ

عبئا تنوءُ بحِملِه الأعباءُ

 

وبأن بي منها جوىً وبأنّها

تغتالني في البُعد كيف تشاءُ

 

كيف السبيلُ إليّ؟!، منذُ أضعتُني

وأنا يضيقُ بأسطري الإنشاءُ

 

يجتاحني المعنى، فيستعلي على

عيِّ البيانِ النحوُ والإملاءُ

 

ويشدّ ماضيَّ الأمامُ، فأنثني

هربًا فيجذبُني إليه وراءُ

 

وأعود أكتبُني غيابا حاضرا

فإذا حضوري والغيابُ سواءُ

 

وأشاء حين أشاءُ رسمَ قصيدتي

فتُعيدُ رجعَ حروفها الأصداء

 

ورأيتُني فيما رأيتُ مسافرًا

وعليَّ من حُلَلِ الحنينِ رداءُ

 

فأنا بقاياي التي لم تلتفتْ

يومًا إلى أشلائيَ الأشلاء

 

بي شاعرٌ ما زال يقترفُ النوى

ويحارُ في أفلاكه الجوزاءُ

 

لي في الهوى بضعٌ وألفُ قصيدةٍ

رقصت على أغصانها الأنداءُ

 

ماذا تبقى فيّ من سحُبٍ بكت

كي لا تبوء بذنبها الأنواءُ؟!

 

ألقيتُ للمعنى عصايَ، فصدّني

عنْها ليَصدُرَ للمجازِ رِعاءُ

 

لم يبقَ في لغة الغيابِ سفينةٌ

إلا تولّى خرقَها الجُهلاء

 

رحل النهارُ وللحديث بقيّةٌ

ضجّ الصباحُ به، وضاق مساءُ

 

والصيف أرخى للغريب سدوله

حتى يسافرَ في صداهُ رجاءُ

 

ألا يقارفَ ذنبَ غربته الردى

أو يستريحَ على خطاه شقاءُ

 

حسن جلنبو

عمّان 15 / 8 / 2023.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة