الديوان » حسن جلنبو » إذا عشقتِ شاعرا

إذا عشقتِ شاعرًا

فلتُخضعي قلبك للصيانة الدورية

 

ولتستعدي كلّ لحظةٍ بأن

تستيقظي على رنين الأجهزةْ

في غرفةِ الإنعاش

للقسطرة القلبيّة

 

ولتمنحي النهار فرصةً

ليرسل الضياء

للصباح

وتمنحي النجوم فرصةً

لكي تنامَ باكرًا

من قبل أنْ

يغتالها القمرْ …

وتكتبي وصيّةً

قابلة للطعن في محاكم التمييزْ

لأنّ للشاعر ما ليس

لغيره من البشرْ

فالشعراء ُ كلُّهم

مراوغونْ

لكنّهم في واقع الحالِ

يخافون النساء

ويكتبون شعرهم

خوفًا من النساء

وينزفون عمرهم

بحثا عن النساء

وحين يشعرون بالخطر

يسافرون في حروفهم إلى السماءْ

ويُرسلونها

مع أول الغيماتْ …

قصيدةً جديدةً

تعيد ترتيب النساء من جديدْ

ويهطلون دون موعدٍ

مثل عناق الأرض

للمطرْ

في ليلةٍ صيفيّة

 

******

 

إذا عشقتِ شاعرا

فحاولي قراءة التاريخ من جديد

ولتبحثي في كتُب المؤرّخينْ

عن ألف فرقٍ بين

ناقة البسوسْ

والفرس الغبراء

ولتبحثي في كتب الجغرافيا

عن موسم الفاكهة الصيفية

في جزر المالديف

ولتقرئي روايتين أو ثلاثةً

لآرنست همنغواي

كي تعرفي العلاقة التي

تُحيلُ شاعرًا مُسالما

لشاعرٍ مجنون

وتعرفي سرّ التفاصيل التي تكتمها

القصائدُ الليليّة

والفرقَ بين شاعرٍ "يموت كالبعير" في فِراشه

وشاعرٍ يكتبُ كلّ ليلةٍ

قصيدةً سرِّيّة

وحين يطلع الصباحْ

يخرجُ من رماده

ليكملَ السفرْ

ويبدأُ الرحلة من جديدْ

يبحثُ عن محبوبةٍ جديدةٍ

يكتبُ في عيونها الخضراء

قصيدةً سريَّة.

 

******

 

هل قلتُ يكملُ السفر؟؟

 

ما الفرق بين الموت يا سيدتي

والانتقال من محطّةٍ إلى محطّةٍ

ومرفأٍ لمرفإ

بحثا عن الحياة؟

هل كان بالإمكان أن تُعاشَ هذه الحياةُ

دونما سفر؟

فنقطفَ العنّاب عن أغصانه

والتوت في أوانه

ونرتوي برؤية الذين غادروا

الحياة في خضمّ بحثنا عن الحياة

قبلَ أن يجيئَنا

من بين أيدينا الخبرْ

 

فهل ستعشقين شاعرًا؟!

وتمنحينه يديكِ

دون أن تستودعيهما السماءْ

وترتمين ساعةً في حضنه

إذا أفقت قبل طلعة النهار؟

 

فالشعراء كلُّهم

سواسية

يمارسون لعبة الحروفْ

ويتقنون جيدا أدوارهم

فقد تمرسوا على غواية النساء

جيّدا

وأتقنوا الإبحار في عيونهنّ جيدا

لم يتركوا لونا من العيون دون أن يعاقروه

وأتقنوا التمثيل جيدا

وضاجعوا الحروف جيدا

وراجعوا خطّتهم لغزو قلبِ

السيدات جيدا

في حصّة الإنشاء

وقبل أن يستسلموا للحبّ

سوف يهربون مرّة أخرى إلى السماءْ

ويطلقون ما بوسعهم من أحرفٍ

جديدة

يُغوون فيها امرأة جديدةً

كأنّ شيئا لم يكن

ويبدأون رحلة جديدةً …

بحجّة السفرْ…

 

أبوظبي 22 / 7 / 2023.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة