الديوان » حسن جلنبو » نداء إلى مولاي السلطان

اجعلني خازنَ بيت المال

سلّمني الخزنة

كي أجعل مفتاحا من كل خزائنها

لك

كي أعطيك مفاتيح الحجرة والأقفال

 

وأِعيذُك كلّ صباح من عين الوزراء

وعين الأعيان

وعين جميع ولاة الدولة

والعمّال

 

وسأجعل باسمك فدانا في آخر كلّ سنةْ

تعويضا عن تعبك معنا

عن سهرك في مخدعك مع الحسناوات

الشقراواتْ

وملاطفة السمراواتْ

عن قلقك حين تجيئك بنتٌ بكرٌ روميّة

تحتاج مداعبةً من نوع آخر

ومطارحةً ومباطحةً من نوع آخر

 

عن حرصك أن تستمتع من أجل الشعب

وتضاجع كل نساء البلدة من أجل الشعب

وتراود كل نساء القصر عن الشعبْ

من أجل الشعب

 

اجعلني الخازن يا مولاي

وخذ ما شئت من الأموال

إنّي لا أطمع بالأموال

ولا رغبة لي بلقاء الباعة والفلاحين

ومقارعة جميع الأشكال

لكنّ الخازنَ في عُرف الدولة

هو ثاني رجلٍ في رأس الهرم الأعلى

 

يأخذ كل جواري القصرْ

إلى مخدعه

في اليوم التالي

حين يملّ السلطان

ويطلب جاريةً أخرى

لتعيد إليه نشاط العمرْ

فيظلّ قويًّا وفتيًّا

من أجل الشعب

كي يخطب فيهم

يوم الجمعة عن دور الوالي في حفظ الأمن

وبث الاستقرار

 

حتى لو كان تذكر في آخر ركعة

أنْ قد جاء الى المسجد

جنُبا

سيعود الى الخلف

ليكمل عنه الركعة

خازنُ بيت المال

ويرفع كفيه إلى الله تعالى

يدعو أن يحفظ كل الشعب

ويزيلَ الهمّ عن المهمومينْ

ويفرّج كرب المكروبينَ

ويحفظَ والينا

والدولةَ والبشريّة جمعاءْ

ويديمَ الخير على الأوطان

ويصلحَ كلَّ الأحوال

 

إن لم تجعلني خازن بيت المال

اجعلني قائدَ جيشك

فلديّ من الخبرة في الجيش

سنونَ طوالْ

كنتُ مرافقَ مولاتي

سيدة القصر

وحارسها البطلَ

المغوار

وكنتُ أرى ما ليس يُقال

وأكتمُ كلّ الأسرار

لأني أحسنُ فنّ الفوز على الأندادِ

بدون قتال…

 

البردُ شديدٌ يا مولاي

والحربُ على الأبوابْ

والجيشُ بلا أسلحةٍ

وعنادٍ وذخيرة

من يدفع عنّا خطر الروم

وسطوة قيصر والأحباش

من ينقذنا لو وقعت حربٌ

أو صرنا نهبًا للغرباءْ

 

من يدفع عنا كيد المحتلين

 

الجيش ضعيفٌ

ولنا الحقّ بأن تدفع عنّا

شرّ الأعداء

فدافعْ عنّا

إنّا ولّيناك علينا…

ألبسناك عمامتنا…

أعطيناك عباءتنا…

ففضضت بكارتنا

ومضيت تفتّش بين جواري القصر

عن امرأة حسناء

 

لن أكمل….

 

حتى لا أُتّهم بأني ضدّ أوامر مولانا

أو أني أرفض طلبا للوالي

أو أني

أطمع في فتح الروم

وغزو الفرس

لملء القصر سبايا

وصبايا

 

سلّمني الجيشْ

لأكون الرجل الثالث في ترتيب الهرم الأعلى

كي تأتيني في اليوم الثالث

احلى الروميات

حين يقرر أن يتركها

ليجرّب واحدةً أخرى

خازنُ بيت المال.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة