ما بال هذا الطفل قد وجما
لما رأى البنيان منهدما
واحتار؛ يبكي أم يظل على
صمتٍ، يلوكُ البؤس والألما
لم يصحُ إلا والدنا كِسفٌ
والدار أمست صفصفًا عدَما
والشَّعر شاب على طفولته
والعمر في ريعانه هرِما
لم تترك الدنيا له أحدا
لا بيتَ، لا أهلينَ، لا رحِما
والذكريات على بساطتها
صارت جوىً في الصدر مُنكتِما
***************
من مخبرٌ عني الصغير إذا
ضاق الفضاء عليه واحتدما
وجعٌ على جنبيه يُنهكه
أن يذكر الرحمن مبتسما
فالله أعطاه الحياة لكي
لا يشتكي وجدًا ولا سقما
سبحانه، والعدلُ شيمتهُ
يعطي ويمنع كيفما حكما
فيُعزُّ أقواما ويرفعهم
ويذيقُهم من فضله نِعما
ويذلُّهم لو شاء أجمعهم
ويُحيلُ دارَ أبيهمُ خيما
ويعيدُهم لو شاء صورتهم
طينًا كما أنشاهُمُ أمما
أبوظبي 11 / 2 / 2023.
184
قصيدة