الديوان » حسن جلنبو » اقتراح

ما رأيُكِ

لو نتبادلُ بعضَ الأدوار

أن أصحوَ بعدَكِ يوم غدٍ

وتفيقي مثلي كلّ صباحٍ

قبل الفجر

لتفشي للبحر الأسرارْ

 

ما رأيكِ

لو أشرعتِ الباب على مصراعيهْ

وفتحتِ المذياع على أغنيّةِ

(أُمْ كلثوم)

"أغدًا ألقاك؟"

وتركتِ الريحَ تداعبْ

وجهَ الليلِ

وتحملْ من عينيكِ إليّ

تراتيلَ الأسفار.

 

ما رأيكِ

لو أخبرتُ رفاقي عنك

"قليلا"

فلعلّي...

أتخففُ من بعض الزفرات الـ

تزدحم بصدري منذ رحلتِ

"قليلًا"

وأراجعُ كلّ قراراتي

وأعدّلُ كلّ كتاباتي

كي أحذفَ

أمسحَ

أحرقَ

أشطبَ

ألغي…

من ذاكرتي

الحرفَ الأول

والصورةْ الأولى

وقصيدتيَ الأولى

وكثيرا من أحلام

الوهمِ

وأقطعَ من حقلي

بعضَ الأشجارْ.

 

ما رأيكِ

لو تأتين إليّ

"قليلًا"

كي نجلس بعض الوقت

غريبينْ

جمعتنا الصدفةُ في إحدى الرحلات

وقبل نداء الطيّار

وقبل الاستعداد لربط الأحزمةِ.

قد يحكي كلٌّ قصّته للآخرْ

و(يفضفض)

يُسهبُ في القول.

لا يتركُ سرًّا من أسرارِ

السنواتِ

وآلامِ الليلْ

وشجونِ البُعدِ

وآمال الغدْ.

إلا يحكيهِ

وما إن يُفتحْ بابُ "الطيّارة".

سيغادر كلٌّ في وجهته

لا يعرف إحدانا اسمَ الآخر

أو عنوانَ إقامته

أو أين مضى

أو ماذا يعملُ

ثم نعودُ نمارسُ

فِعلَ العيش كما كنّا

لا نخشى أن يفشي واحدنا

سرّ الآخر

أو يخبرَ قصّته للأصحاب

المنتظرين على حرّ الجمرْ

أن يكتشفوا

ما نخفي من أحداثْ

ونُداري من أخبار.

 

ما رأيكِ

لو ننسى أنّا

جمعتنا الصدفةُ ذات جنوبْ

وتبادلنا يوما بعض النظراتْ

أو بعضَ الهمساتِ

أو الكلماتِ

أو اللمساتْ.

وتبادلْنا من أكوابِ القهوةْ.

بعضَ الرشفاتِ

وننسى أنّا كنّا يومًا

يعرفُ واحدُنا الآخرْ

كي نُكملَ ما قد ظلّ من العُمر

بلا شوقٍ

أو وجدٍ

أو دمعْ.

وبلا ذكرى.

وبلا أشعارْ.

 

 

أبوظبي 8 / 1 / 2023.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة