أغار منّي إذا دغدغتِ أخيلتي

وراودتنيّ عمّا كان قافيتي

 

أغارُ من شقشقات الفجرِ فاحترسي

أن تُخرجي الشِّعرَ من أيقونة اللغةِ

 

أغار منكِ على جفنيكِ فاكتحلي

بأحرفي قبل أن تغفي على شفتي

 

ومن ستائرك البيضاء تحجب عن

عينيّ عينيكِ أن تسري لنافذتي

 

من النجوم إذا ضاق الفضاء بها

ومن حضورك في دمّي وأوردتي

 

ومن مجاديفكِ الـ ما زال مركبُها

يصارعُ الموج في بحري وأشرعتي

 

أغار من كتفي لو صار أقرب من

خدِّي إليكِ وكان الشوقُ ملحفتي

 

أغارُ منّي، إذا أرهقتِني شغفاً

وضقتِ ذرعا بأوتاري وأغنيتي

 

أجيء أسأل عنك الليل في وهَنٍ

شوقاً وأسألُ عنك الشمسَ في دعةِ

 

فما أراكِ سوى طيفٍ تملكني

ورحلةٍ عقرت بالصدّ راحلتي

 

أغار من ذكريات الصيف، فالتمسي

عذرا لمن ضلّ درب الشِّعر، سيدتي

 

فما اقترفتِ الأسى في ليل مغتربٍ

ولا عرفْتِ نزيف الآه في رئتي

 

ولا لبستِ ثيابَ الخوف من قلقٍ

أن تصفعَ العمرَ كفٌّ غيرُ حانيةِ

 

أخاف أن أُدرك المعنى، فتنهبَني

يدُ الغيابِ، وتخلو منك أروقتي

 

أبوظبي 23 / 9 / 2022.