الديوان » حسن جلنبو » خذني معك

خدني معك …

وحدي هنا…

لا ريح تحملني إليك

ولا غيومْ

تسقي على ظمأٍ جديبَ هواك

أو تلقي إليك دِلاءها

تروي اشتهاكَ

لأتبعَكْ

 

ولقد تبيتُ "على الطوى وتظلّه"

حتى تنال به المُنى

أو يُنهكَكْ

 

تمضي كأنّ العمر رهنُ يديك

تنتظر الوصول إلى موانئك البعيدة

والرياحُ تؤزّ وسط الموج أشرعة الرحيل

وأنت وحدك ضيّعتْكَ الأمنياتُ

وعدت تلعن مركبكْ

 

تغتالك الكلماتُ

كيف تريد للشطآن أن تحنو عليك

وأنت كلَّ صبيحةٍ

تتأبطُ الشوق الذي قد كان يوما

مقتلكْ

وتعيدُ دوزنة الدموع فلا يُرى بك ما يؤرق

مُقلَتَكْ

 

للّيلِ فيك حكايةٌ أُخرى

وكأنّما تهفو النجومُ إليك كيما تستعيد

مساركَ العفويّ قبل الصبح

حتى لا يُقالَ أضعتَ أحلام المساء

وجئت تطلبُ مأملَكْ.

 

ستعودُ وحدك

حين تنكرك الديارُ

فتستفيق على خيوط الوهم وهي

تُعيد رسم حكايةٍ قد كنتَ يوما تستجير بها

فتطرق في سبيل البحث عنك

شواطِئَكْ.

 

ما دمتَ وحدكْ.

سيظلّ موجُ البحر

يخفي عنك أسرار الشواطئ

يا غريبُ

ويمنع الأصدافَ أن تطفو بمقربةٍ من الميناء

أو تُؤويكَ حين تعود ترجو

أن تُعيدَ لك الليالي ما تساقط من حروفك

وهي ترسم صورَتَك.

 

قال المغني وهو ينظر للمراكب:

لا رياحَ تسوقُها هذا المساءَ

لعلها ستعودُ صوب الضفة الأخرى

فليس لها مكانٌ ها هنا

فاحمل عزالك وارتحل…

أو عُد إلى حيث انتهيتَ

وخلّ عنكَ هواجسَكْ

 

عد حيث جئت

فكلُّنا في الهمّ شرقٌ…

كلّنا رهنُ الرحيلِ

على اختلاف حدودنا وجدودنا

والأرض تفتح للغريب ذراعها

ليجوب ما شاءت له الدنيا

فخذ ما شئتَ من لغةٍ

تُعينُك في سنيّ العّيِّ

حتى لا تظلّ ترددُ الشِّعرَ القديم

فتلعنَ الأيام

والسنوات

والكلماتِ

والدربَ التي تاهت بها خطواتُك الأولى

لترجعَ مثلما قد كنتَ وحدك

لا سبيل إليكَ إلا

أن تفتش من جديدٍ عنك

حتى لا يقالَ

أضعتَ يوما

وُجهتَكْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة