الديوان » حسن جلنبو » انحياز

انحياز

 

عندما جئتُ إلى هذي الحياة

كان كلُّ الكون منحازا لغيري

شجر التوت

ولون الطرقات

وغياب البدر عن ليلي

وأصوات العصافير

وطعم الكستناء

 

لم يُشر شيء إلى أن قدومي

يبعث البهجة في هذي الحياة

كلُّ شيء كان عاديا

سوى صوت أبيْ.

وهو يدعو الله أن أحيا سعيدا

فهو يدري أن هذا العصرَ لا يمكنه صنعُ رجالٍ سعداء

وتوارى صوتُ أمي

بين خوف ورجاء

تسأل الله غلاما

سالماً من كلّ داء

صادقا في زمن الزيف نقيا

مثل أنسام المساء

وتناديني زريف الطول خوفا

أن ينال الدهرُ مني بهمومٍ وابتلاء

نذرتني لليالي القابلاتْ

وأعاذتني من البؤس ومن

جور اللياليْ

من رفاق السوءِ

من كل الدروب الموحشاتْ

ومن الفقر وأيام الشقاءْ.

 

آهِ يا أمّي

غدت بعدكِ أيّامي كريحِ الصيفِ

لا أحمل إلا الخوف أن أحيا وحيدا

هائما في الأرض مسكونا بآمالٍ

وأحلامٍ ستمضي ذات يوم

كسرابٍ كاد أن يحسبه الظمآنُ

ماء.

 

وصديقٍ كان كلّ العمر يوما

ضاع في زحمة بحثٍ عن حياة الكرماء

غاله الدربُ فولّى

قبل أن يقطف زهر العيشِ

أو يرتاح من بعد العناءْ

فاعتراني دونه خوفٌ سيبقى

ماكثا في الروح حتى

يرث اللهُ السماء

 

وديارٍ

لم تزل تسكننيْ.

مثل أحلام الصغار الأبرياء

مثل ضحكات الصبايا

وتراتيل المصلين

وهمسات الدعاء

قسمتني بين شوقين غريبا

في البلادْ

كتبتني دون خلق الله حرفا في سطور الغرباء

 

حمّلتْني في طريق البحث عمّا فاتني

رأسَ الحسين

وأرادتني مُريدا

يلطم الخدّ ويُدمي وجهه في كربلاء

 

 

أبوظبي 3 / 7 / 2022.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة