صدفة

 

ماذا سيحدثُ

لو أتيتِ إلى لقاءٍ

صُدفةً

وجلست بين الجالسين

لكي أراكِ

وأدّعي أنا التقينا

صدفةً

فأُعيد هيكلة السنين

وأحذفُ الساعاتِ والأيّامَ

من كلّ السنين

فقط لأنك لم تكوني في مداري

تسبحينْ

 

وعلى ابتهال فمي بأعقاب الصلاة

تُسبّحين.

 

قولي بأنك

عندما

أقبلْتِ مع إحدى صديقات الدراسة

صدفةً

فوجئتِ باسمك في القصائد

وهْوَ يسطعُ في الفضا

شعرا تخمّر في دنان الوجد

 

لكن حين أحكي قصتي للناس

لا تتلفتي

كي لا يظنّ الجالسون

بأنني أعنيك أنت…

 

مع أنني

أعنيكِ

أنت.

 

فلا تخافي…

لن أبوح

بغير لون الشَّعر والعينين

والفستان

كيف يكاد يأكل قطعةً من جسمك الممتد

من عمّان شوقا

"للغريب على الخليجِ"

 

لعلّهم لن يدركوا مغزى الكلام

فليس يعنيني سواك

بأن تكوني في صميم الحاضرين.

 

ماذا سيحدثُ

لو رأيتُكِ

صدفةً

في السوق

أو في زحمة الطرقاتْ

أو حين تجبرنا إشارات المرور على الوقوف

لأنّ عُرساً مرّ فازدحم الطريق

فجئتِ وحدكِ

صدفةً

لأراك في نفس الطريق

على الإشارة

ثم أحذف من حياتي ما تولى من سنينْ.

 

ماذا سيحدث

لو توقّفَت الحياةُ هناك

حيث وقفتِ يوما تنظرين إليّ آخرَ نظرةٍ

ومضيتُ وحدي للجنوب

وكان آخر عهد أيام الجنوب

فعدتُ لا أقوى على حزني

ولا أدري إذا ما سوف تجمعنا الليالي

من جديدْ

 

من بعد أن رسم الفراق طريقنا

ليخطّ خارطة الحنين.

 

ماذا سيحدث

لو ضممتكِ

صدقةً

ولثمتُ خدّكِ

صدفةً

 

وصرختِ

حتى لا يظنّ الناسُ أنك تقبَلين

بأن أضمّك هكذا بين الجموعْ

وهربتِ مني للبعيدِ

وفوق خدّك

خيطُ كحلٍ قد توشح بالدموعْ

وخلوتِ بالعطر الـ تعلق في ثيابك

من بقايا ما تعتّق من رحيق الياسمينْ

وجلستِ وحدك تمسحين الدمع

في شغفٍ وتُخفين ابتسامتك الشهيّةْ

كي لا يظنّ الناسُ أنّك تضحكينْ…

 

وأنت حقا تضحكين. …

 

ماذا سيحدث

لو قرأتِ قصيدتي يوماً بصوتكِ…

 

تعلمين

بأنني ما زلتُ

تأسرني ارتعاشةُ صوتك المبحوح

حين ترينني…

 

وأحبّ حرف السين منك

 

وكيف كنتِ إذا لمحتِ الشوقَ في عينيّ

يحكي لهفتي…

 

تتلعثمين.

 

ماذا سيحدث لو تجاوزنا حدود الشوقِ

واخترنا بأن نبقى معا كالأصدقاءِ

لعلّنا نحظى ببعض الوصل فيما قد تبقّى

من سنيّ العمر،

نحمل في حنايانا أماني عُمرنا الباقي

ونقسم أنّ نظلّ على المدى

سرّا تخبّيه الضلوعُ

فلا نبوحُ به على مرّ

السنينْ

 

 

أبوظبي 20 / 6/ 2022.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة