من مخبرُ الليل عن شكواي في الظُّلم
وعن عيونٍ تماهى دمعها بدمِ
وعن قصائدَ لم تنسقْ لقافيةٍ
إلا تكسّر وجداً دونها قلمي
من الذين رموا قلبي بسهمين من
شوقٍ وحزنٍ على هجرٍ ومُنصرَمِ
فأورثوني هموما ليس تبرحني
وخلفوني طريح الجسم ذا سقمِ
على الخليج غريبا لا يؤانسني
إلا تذكُّر ريم البان والعلم
حملتهم في ضفاف العمر أشرعةً
تُسائل الريح عن دارٍ بذي سلم
كانت وكنا وكان الوصلُ يجمعنا
فأقفرتْ وخلتْ كالمعبدِ الهدِم
يا دار بالله ردِّيهم إلى كلِفٍ
حيران أرّقه شوقٌ إلى الديم
تسقي جديب غريبٍ ليس يملك من
أمرٍ سوى بعض حبرٍ جفّ من قلمِ
لا يستكين على حالٍ كأنّ به
مما اعتراه عذاباتٍ من الألم
ممن تولّوا فأمسى منهكا قلقا
في قفرةٍ ثاويا في وحشة العدمِ
يراود الصبح عن ريحٍ تجيءُ بهم
والليلَ عن شملِ خلٍّ غير ملتئم
لعلّ تُرجعه الأحلامُ ذات كرىً
يجلو سحابةَ رجع الهمّ والسّأمِ
أبوظبي 28 / 4 / 2022.
184
قصيدة