النائمات
دعوهنّ يشبعن نوما
لعلّي أسافر دون هواهنّ وحدي
وأقضي من الأُخرَيات الوطر
وأكتب شعرا
لسيدةٍ غيرهنّ
تفيق معي قبل أن تشرق الشمس
كي تمتطي عقرب الساعة الجامحة
وتعدو ورائي
فأحملُها في صهيل حروفي
قصيدة شوق
بلون الصباح المسافر
في شقشقات النوافذ
منتظرا زقزقات الحساسينْ
دعوهنّ يمضغن أحلامهنّ
فإني قد اعتدتُ ألا أراهنّ
عند الصباحِ
إذا احتجتُهنّ
ووطّنتُ قلبي على أن يقدّ قميص الضياء
وحيدا
ويرسل أنواره للذين يفيقون قبل الشروق
ليُلقوا السلام على الياسمين
دعوهنّ
يشبعن نوما
فقد أسدل المخرجون الستار
وأديتُ آخر فصلٍ من المهرجان
أتقنتُ دورَ المهرج في المسرحيّة
واخترتُ نصّا رديئا أردده كلّ فجرٍ
على عتبات الحنين
ولا توقظوهنّ حين تغرد
فوق شبابيكهنّ الطيور
فللنائمات طقوسٌ مع الصبح
يخشين من طلعة الشمس
كي لا تبوح بأسرارهنّ لرائحة الورد
يُخفين أشواقهنّ عن الفجر
خوفا من الدمعِ
يكشفُ ما كُنّ يخفينه من أنينْ
تعوّدن حين يجيء الشتاءُ
بأن يختبئن وراء الغيوم
ويحجبن أعينهنّ
لئلّا تفيض الأماني بهنَّ
فيهطلن وجدا بحجم السنين
هو النوم تأوي إليه الجميلاتُ
في غفلةٍ من
عيون النجوم
ليصنعن أحلامهنّ بصمتٍ
ويخترن دربا يسرن به نحو آمالهنّ
فيلقي بهنّ على شاطئ الوهم
قبل الشروق
ليعزفن لحن الرجوع الحزينْ.
أبوظبي 11 / 4 / 2022.
184
قصيدة