هو وهي
هو كلما جاء الصباحُ
يفيقُ قبل الشمس كي يُلقي الشِّباك
على شواطئها
لعلّ رسالة ضلّت طريق الأمنيات
فساقها صُبحاً إليها حين تفتح للندى شبّاكها
هي كلما جاء الصباح
تقول في عجلٍ "صباحُ الخير" ثم تغيب
حتى يومها التاليْ
ويظلّ منتظرا
قدوم غدٍ
ليقرأ مرةً أخرى "صباح الخير"
ثمّ يروحُ يقلب دفتر الأيام
بحثا عن صباحٍ ليس يملك غيره
قوتاً لأيّامٍ تدورُ عليه في أملٍ
ليدرك ذات يومٍ قلبَها
هو هل ستنتظرين مثلي الصبح
حتى نلتقي في سكّة الوهم التي
نسجت خطاها الأمنيات
هي ليس لي في الصبح من أربٍ
فإني ما أزال أعيشُ في ماضٍ من الشوق
المعتق في جرار الذكريات
هو
هل ذكرتِ هواي حقا حين أقصتنا الليالي
وانتبذتِ من الفراق خطىً تجاه اللا لقاء
هي لم أزل أحيا على عهد الأماني الباقيات
سراج نورٍ في ليالي البعد
لكن ليس نملك غير أن نطوي القلوب على الرضا
ونظل نفتح للهوى باب الرجاءْ
هو ذلك اليوم الذي ما زال يتركُ ندبةً في الذاكرة
يومٌ كأنّ الروح ظلت في صداه مسافرة
يومٌ وما زال الندى يهدي الدروب العاثرة
ما زال منذ عيونها
يطأ الليالي الحائرة
فيتيهُ في صحرائها
مثل القطاة
تدور تبحث عن سراب الماء
وسط الهاجرة
هي
كان يوما ما يزال يقيم فينا
غير أن الدهرَ هذا شأنه بين الأحبّة
لا يدوم لهم صفاءٌ
في الحياة
فخلِّ عنكَ البؤس يكفي أننا
صرنا هنا
فلعلّ أحلاما ستجمع
ذات شوق شملنا
وتعود تجمعنا دروبٌ في الهوى
متناثرة
أبوظبي 5 / 4 / 2022.
184
قصيدة