عدد الابيات : 19
آيةٌ في الحُسن تُروى في حكايا شهرزاد
قصة قد أبحَرَت مع بدء أيام الوجود
منها و فيها قد غدوت اسيح في كل البلاد
مبحراً إذ مُذ وُلدتُ و غايتي تلك اللتي
أعجزت كل الحروف و من تمَّلكت السهاد
جمَّعَت ما بين جنبيها عصوراً من جمال
أرهق التاريخ في تأريخها يأبى الحياد
يا سلاماً بات يمشي في رداءٍ من ثبات
يا وقاراً في غرورٍ يا جموداً في غياد
من يشابهها كمالاً أو يقاربها بذاك
حين تحترف الجميلة أن تزين بما تضاد
أذني في الناس أن الحسن فيك قد انتهى
و بأنك الأولى و أجمل ما تهادى في العباد
أعلني ( إني النساء و إنني ست النساء
و إنني طعم الحياة و إنني زهر المهاد)
أغرقي الأوراق زهواً و المعي بين الحروف
توقدي ناراً و نوراً دون ظل أو رماد
سطري بيديك إسماً ليس يخبو من ضياء
تصطلي من النجوم و ينجلي منه السواد
أعجز الإسمُ اللغات و أعجز الصوت السكات
و أعجزت بالرمش قلباً إذ تحرك كالزناد
مطلقاً نظراتها من بين آلاف الحشود
حتى يقر بخافقي فأكون قد نلت المراد
في أن أكون قتيلها و مُصابها و شهيدها
و تكون لي أحضانُها قبراً إلى يوم المعاد
ما كان غيرك سارقٌ نفَس المحبة من فمي
أو كان مثلك حافظٌ عهد المودة و الوداد
ما كان غيرك بلسماً يشفي جروحاً أرقت
أجفان صبٍّ علَّهُ هول التوجُّسِ بالكُباد
أغرَقَتني بالهوى حتى استحال بداخلي
نفَساً أعيش بقربه و صبوت ألتمس الزياد
أواه يا ليت الغرام بُرى لتعرِف قدرَه
أو أنهراً لتفيض أو حقلاً فسيحاً أو مداد
رحلتي بدأت بها و ستنتهي حتماً بها
و مراكبي شوقٌ يحركني و أقلامي عتاد
فمتى أريح مراكبي و أحط أشرعة الغرام
و أحط أقلامي لأعلن عن نهاية سندباد
34
قصيدة