دَشِّنْ صُمُودَكَ
وَالْقَ الْقَلْبَ مُتَّئِدَا
وَاطْفَأْ بِعَقْلِكَ نَارَ الْقَلْبِ
مَا اتَّقَدَا
فِي فِهْرَسِ الْعَقْلِ حَرْفٌ أَزْرَقٌ
هَدَأَتْ أَمْوَاجُهُ
فَاسْتَوَتْ أَهْوَاءُنَا زَبَدَا
لِمُضْغَةٍ جِيدُهَا حَبْلٌ
يَشُدُّ خُيُولَ الشَّرِّ
ثُمَّ تَرَى وَسْوَاسَهَا وَتَدَا
هَدَّامَةٍ
لَمْلَمَتْ أَفْرَاحَنَا..
نَفَخَتْ فِي بُوقِهَا..
أَرْقَصَتْ مِن لَّحْنِهَا الْكَمَدَا
قَابِيلُهَا انصَبَّ مِن طُوفَانِهَا
فَمَضَى يُؤَرِّخُ الْفِتْنَةَ الْأُولَى
وَمَا رَشَدَا
آوَى إِلَيْهَا ((ابِنُ نُوحٍ))
ظَنَّهَا جَبَلًا
((لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ))
لَا مَنجًى هُنَا أَبَدَا
وَزِيرُهَا قَدَّ أَرْوَاحَ ((الْحَنِيفَةِ)) مِن سُمٍّ..
وَحِينَئِذٍ أَرْوَاحَنَا وَأَدَ !
((بَلْ سَوَّلَتْ))..
نُقْطَةٌ سَوْدَاءُ ذَاتُ مَنَاقِيرٍ
تُقَطِّعُ قَلْبًا كُلَّمَا صَمَدَا
كَأَنَّ أَمَّارَةً بِالسُّوءِ
مَا فَتِئَتْ تُلْقِي بِـ ((يُوسُفَ))
فِيمَا تَرْتَجِيهِ رَدَى
كَأَنَّمَا هِيَ ((أَفْرِيقِيَّةٌ))
فَغَدَتْ مِن بَيْنِ حُكَّامِنَا نَهْرًا
لِمَن وَرَدَا
كَأَنَّ كُلَّ ثُقُوبِ الدَّهْرِ
أَعْيُنُهَا
وَكُلَّ وَيْلَاتِ ثَكْلَى
نَايُهَا غَرِدَا
كَأَنَّ وَحْشَةَ ((هِتْلَرْ)) كَفُّهَا
قَبَضَتْ بِهَا
بَرَاءَةَ أَرْوَاحٍ مِنَ الشُّهَدَا
كَأَنَّمَا انْفَلَتَتْ مِن قَلْبِ سَيِّدِهَا ((إِبْلِيسَ))
فَانزَلَقَتْ نَحْوَ الَّذِي شَرَدَا
كَأَنَّمَا...!
وَاسْتَوَتْ أَنغَامُ عَرْبَدَةٍ
تُرَقِّصُ الْقَلْبَ
لَمَّا حَكَّمَ الْقِرَدَا
لَهَا عَلَى الرُّوحِ طِنُّ الشَّرِّ/
أَلْفُ نَدَامَةٍ/
وَمُسْتَقْبَلٌ كَالْأَرْضِ
إِذْ هَمَدَ
لَوْ بَلَّلَتْ طِينَهَا بِـ ((الْوَحْيِ))
مَا عَطِشَتْ
وَلَوْ تَجَلَّى لَهَا ((يسٓ))
مَا سَوِدَا
وَلَوْ سَرَتْ
ثُمَّ جَالَتْ فِي مَفَاصِلِهَا أَنَامِلُ ((الْوَعْظِ))
مَا صَارَ الوَرَى قِدَدَا
أَقْبِلْ عَلَى تَمْتَمَاتِ الْقَلْبِ
وَاحْذِفهَا
أَلْبِسْهُ نُورَ تَدَابِيرٍ
إِذَا انْجَرَدَا
وَاعْرِجْ إِلَى سِدْرَةِ الْأَخْلَاقِ
وَارَتَعِ فِي بُسْتَانِ سِيرَةِ مَن فِي كُلِّهِ حُمِدَا
وَاصْعَدْ إِلَى ((الصَّحْبِ))
وَالْبَسْ مِن صُمُودِهِمُ
فَكُلُّهُمْ فِي جِهَادِ النَّفْسِ قَدْ أَسِدَا
وَامْسِكْ بِأَطْرَافِ نُورِ ((الْحَقِّ)) وَاشْدُ بِهِ
وَرَاقِصِ الْعَقْلَ ((وَالْمَندِيلَّا)) وَالسُّعَدَا
حَكِّمْ عَلَى النَّفْسِ سَيْفَ ((النَّقْلِ))..
صُبَّ عَلَى أَهْوَائِهَا ((الْعَقْلَ))
تُنقِ الرُّوحَ وَالْجَسَدَا
لَعَلَّ مَاءَ النَّقَا مِن صَوْبِ تَوْبِتِنَا عَنِ الْهَوَى
سَوْفَ يُشْفِي الْأَهْلَ وَالْبَلَدَا
31
قصيدة