أُهَدْهِدُ الْحَرْفَ
حَيْثُ الْحُبُّ لَا يَبْلَى
حَيْثُ الْأَرَاجِيحُ مِن مَّأْسَاتِنَا تُحْلَى
حَيْثُ الْقَصِيدُ
دَمُ ((الْكَاوْكَاوُ)) مُنْهَمِرٌ
فَيَرْتَوِي الْقَلْبُ مِنْ أَشْجَانِهِ الْأَغْلَى
حَيْثُ الطَّبِيعَةُ
سَمْرَاءٌ تُحَمِّرُهَا يَدُ السِّيَاسَةِ
إِذْ تَسْتَكْثِرُ الْقَتْلَى
وَحَيْثُ لَا وَحْدَةً فِي النَّفْسِ تَرْبُطُنَا
إِلَّا الْأَمَاجِيدُ
مِنْ أَسْلَافِنَا الْأَعْلَى
مَعِي مِنَ الزَّادِ
((مِلْحُ)) الْبَوْحِ
أَجْلِبُهُ مِن جَيْبِ ((تِمْبُكْتُ))
حَيْثُ النَّكْبَةُ الْحُبْلَى
هُنَاكَ..
يَجْلِسُ فِي التَّارِيخِ أَزْمِنَةٌ
مَطْلِيَّةٌ بِالْحَضَارَاتِ الَّتِي تُتْلَى
أَمْشِي..
وَأَشْرَبُ حُزْنِي
كُلَّمَا ظَمِأَتْ عَيْنِي لِـ((غَانَهْ))
وَأَشْدُو شِعْرَ ((لَا حَوْلَ...))
وَ ((مَالي)) تُنَادِينِي
وَيَحْبِسُهَا التَّارِيخُ
تَحْتَ سُطُورِ الْأُمَّةِ الْأُولَى
تَعْرَقُ ((كَانِمْ))
لَيْسَ فِي يَدِهَا إِلَّا فُتَاتٌ مِنَ الْأَخْبَارِ
تُسْتَمْلَى
أَغُوصُ فِي لُجَجِ ((الْمَخْطُوطِ))
تُدْهِشُنِي لَآلِئٌ
سُجِنَتْ فِي قَعْرِهِ قَتْلَا
لَآلِئٌ لَوْ مَشَتْ فِي النَّاسِ
لَانبَجَسَتْ ثَقَافَةٌ مَا رَآهَا دَهْرُنَا قَبْلَا
أَحَارُ مِن فِتْنَةِ الْأَطْمَاعِ
كَيْفَ طَوَتْ
قُلُوبَ حُكَّامِ هَذِي الْقَارَّةِ الْأَحْلَى!
وَكَيْفَ لَمْ يَشْرَبُوا
مِن فَيْضِ سَالِفِنَا!
وَكَيْفَ لَمْ يَزْرَعُوا فِي أَرْضِنَا
الْعَدْلَ!
وَكَيْفَ سَالُوا مِنَ التَّطْبِيعِ
فَانسَلَخُوا مِن قَلْبِ سَمْرَائِنَا
وَاسْتَأْثَرُوا السُّفْلَى!
وَكَيْفَ دَسُّواْ
لِيُسْقِينَا التَّخَلُّفُ مِنْ حَمِيمِهِ
وَيُدَوِّينَا بِمَا أَصْلَى!
وَكَيْفَ دَاخُوا حَضَارَاتِي
الَّتِي ازْدَهَرَتْ
وَأَقْبَرُوهَا بِبَطْنِ السِّفْرِ
كَيْ تَبْلَى
لَوْ أَنَّهُمْ خَلَعُوا الْأَطْمَاعَ
مَا انتَفَخَتْ شُرُورُهُمْ
إِنَّ خَيْرَ الشَّرِّ مَا قَلَّ
وَلَوْ يَمُدُّونَ نَحْوَ الْخَيْرِ
أَيْدِيَهُمْ
لَجَاءَ فِي قَلْبِهِمْ
مَا جَاءَ ((مَندِيلَّا))
لَا زِلْتُ أَمْشِي
مَعِي صُبْحٌ يُؤَمِّلُنِي
وَفِي يَدَيَّ طُمُوحَاتٌ إِلَى الْجَذْلَى
فَلْتُشْرِقِ الْآنَ
يَا صَبْرِي وَيَا أَمَلِي
لِيَنجَلِي الْحُبُّ عِندَ الْقَارَّةِ الْمُثْلَى
31
قصيدة