عدد الابيات : 23
تَرَقرَق حُسنُكِ الأخَّاذُ رِيَّا
بأضلاعي فأحيا الروح فِيّا
و أغرقني فأسكَر أمنياتي
فصار الحُلم قُدَّامي جليَّا
عَلِقتي في خيالي يا خيالاً
به أحيا و لو أضحى قَصِيَّا
فكم كان الخيال لنا حياةً
و كم بات الشقاء به هَنيّا
حنانَكِ من أنا لأصوغ شِعراً
يُضاهي الحُسن يا نوراً عَليَّا
فإنَّ الصَّمتَ يُعجزه كلامٌ
ملا صدري و لستُ أراه شيَّا
و من أين ابتدائي و انتهائي
و أنتِ الكلُّ يا حلماً عصيَّا
أراك كلوحةٍ باللون يزهو
و حيناً لحن أغنيةٍ شَجيَّا
و حيناً شعلةٌ تهدي شريداً
و تنشر خلفها عِطراً زكيَّا
تِرى هل مثلنا إنساً خُلقتِ؟
بل حاشاكِ يا مَلَكاً سَويَّا
علوتِ النُّجمَ و الأفلاكَ حتى
بلغتِ مَنزلاً فوق الثُريَّا
فثغركِ من شهي الشهد أحلى
و شعرك كالحرير غدا بهيَّا
و ذي الأحداقُ فِضَّاتٌ و ماسٌ
و بات النحرُ أبيضَ مُخمَلِيَّا
تُزيِّنُكِ الحُليُّ و منكُ تزهو
و كم بالحُسنِ جمَّلتِ الحُليَّا
يغار الليلُ من شعرٍ فحيمٍ
و فاق الشَّمسَ إشراقُ المُحيَّا
و زاد الحُسنَ عقلٌ و اتِّزانٌ
و فضلاً عنهما صوتاً نَديَّا
يلا عيبٍ ولا نقصٍ غدَوتِ
فيا للهِ يا قلباً نقيَّا
فما قولي وما الاحساسُ منهُ؟
فمثلَك ما اهتدى يوماً سَميَّا
و لكن بعضُ شيءٍ من فؤادي
لاجلكِ فاقطفي ما شئتِ هيا!
دَنَت منكِ القطوف بلا عناءٍ
و بات الغصن من ولهٍ طريَّا
تقلَّبَ مثل طفلٍ في يديكِ
تنعَّم حين صار بكِ حَظِيَّا
لينقش اسمك المزدان شِعراً
و يبقى في فم الأزمان حيَّا
34
قصيدة