الديوان » المعتصم بالله أحمد » هامَ الفؤادُ بليلى أي تَهيامِ

عدد الابيات : 40

طباعة

 هامَ الفؤادُ بليلى أي تَهْيامِ

وَبِتَّ تَرجو لليلى مَحْضَ إلمامِ

مِنْ بَعْدِ وَصْلٍ وإيناسٍ وَمَقْربةٍ

نَمَتْ بِقَلبِكَ من عامٍ إلى عامِ

بَيْضاءُ مِثْلَ شُعاعِ الشَّمسِ جَانَسَها

فَرْعٌ تَغَشَّى بإسبالٍ وإفْحامِ

كأنَّها دُرَّةٌ من خَلْفِها سَبَجٌ

لا يُشتكى من أَذًى فيها ولا ذامِ

 يا ما أُمَيْلِحَ وجْناتٍ تَكنَّفَها

وردٌ فإن هِجتَها فاحَت بَأنْسامِ

تَفْتَرُّ عنْ واضحٍ عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ

يغويكَ من لَثْمةٍ منه وإشمامِ

 يا ويح نَفْسيَ مِنْ دَلٍّ ومِنْ غَنَجٍ

وَمِنْ حَديثٍ شَفى دائي وأسقامي

إن حَدَّثَتْكَ بقولٍ تُهْتَ من سُكُرٍ

 فلا يَمُرُّ لها قولٌ بأفهامِ

_هل تَذْكُرينَ _وَما الذِّكرى بِمُرجعَةٍ

أيَّامَ وَصلٍ وَصَلْناها بأيامِ

 أيَّامَ نَلهى وما يُخْشى تَفَرُّقَنا

سقى زمانَكِ يا ليلى بمِسْجامِ

 إذ قد نَعِمْنا بحَبلِ الوَصْلِ مُتَّصِلًا

فهَمَّ كَيْدُ العِدى فِينا بإجْذامِ  

أفديكِ لَيْلاي نَفسي والذي مَلَكَتْ

وما أُكَبَّدُ من تَعنيفِ لُوَّامي

يا لَيَتْ ذا القلبَ ما لاقى عُلالتَهُ

فلَمْ يُعوَّد على رغْدٍ وإنعامِ

أو كاشِحًا في سبيل الحُبِّ يَقْتُلني

حتى أُخلَّصَ من مَسِّي وإغرامي

أقولُ "ليْتَ" وهل في ليْتَ منفعةٌ

إلا تَردُّدَ أوجاعٍ وأوجامِ

فَأَقْصِرَنْ عَنْ طُلولِ الأمْسِ واغدُ إلى

حِصنِ العَدوِّ بقلبٍ مِنكَ مِقدامِ

 فإنَّ ليلى مَرامٌ ليس يُدركُهُ

سوى مُكبّ على الأهوالِ شجَّامِ

بل اذْكُرَنْ خيرَ أجنادِ الوَغى قُدُمًا

 وخيرَ أخلافِ أسلافٍ لإسلامِ

 المُثخنينَ بَني صُهيونَ في زَمَنٍ

يعزُّ فيه نصيرُ الدينِ والحامي

 المُنجزين نُبوءاتِ الكِتَابِ أُولي

البَأْسِ الشديدِ على لِينٍ وإكرامِ

 قَومٌ يَدُكُّونَ حِصنَ المَوتِ مُقْتَنِصًا

فيُحْجِمُ الموتُ عَنهمْ أيَّ إِحجامِ

سائِلْ بهمْ يَومَ طُوفانٍ وَقَد صَدَقوا

بما اسْتحالَ بأوهامٍ وأحلامِ

 يُحاصَرونَ على عُدْمٍ وما عُدِمتْ

لهمْ عَزائمُ إِمضاءٍ وإهمامِ

 وَيُقْدِمونَ على وَكْرِ العدو فما

تُرى ظِلالُهمُ إلّا بأوهامِ

مسافةَ الصِّفرِ حتَّى خِلْتَ أنَّهُمُ

أخفُّ مِنْ نَشْرِ أرواحٍ وأنسامِ

عِنايةُ اللهِ في الهَيْجاءِ تَكْلؤُهُمْ

عَنْ ألفِ سَابغةٍ تُشرى وآطامِ

 وقادةٍ من سَراةِ القَومِ ماضيةٍ

أقوالُهُمْ بِمواضي حَدِّ صِمْصامِ

هُمُ الألُى نَقَعَوا مِنْ مُرِّ عِزَّتِهمْ

فَجَرَّعوا الكفرَ مِنْ ذُلٍّ وإرغامِ

مُحمَّدُ الضِّيْفُ والسِّنوارُ سابِقُهمْ

الشيخُ ياسينُ في ثَأْرِ ابن قَسَّامِ

وإنَّ ثاراتِنا تَظَلُّ ظامِئَةً

حتى تُنقَّعَ من حِقدٍ وأوغامِ

فَكَمْ شَفى قَطعُ أَعناقِ اليهودِ بِما

في الصِّدرِ مِن ضَغَنٍ يُصْلي وإحمامِ

 لَمْ يُفنِنا دَهرُنا إلا وآيَسَهُ

ثأرٌ يُوَرَّثُ أقوامًا لأقوامِ

لَو لَم يُبَقِّ سوى فردٍ لنا لَغدا

من نَفسِهِ جيشَ كَرَّارٍ ومِقدامِ

كَم أَحْرَزتْ حُزُزُ الأحقادِ ما عَجِزت

عَنهُ حَزَازتُ كُتَّابٍ وأقلامِ 

وهل أنالَ الرجا يومًا لنا سَلَبًا

مِن دونِ إسراجِ فُرسانٍ وإلجامِ

فلا وربِّكَ ما في الأرض منتصِرٌ

إلا بِضربٍ وتَقريعٍ على الهامِ

فاسْلُكْ سبيلَكَ في دَرْبِ النبوّة، لا

يَخْذلْكَ عُبّادُ أوتارٍ وأنغامِ

فوعدُ ربِّكَ مفعولٌ وإن كَلِبَتْ

عليك ملّةُ كُفارٍ وجرّامِ

 يا ربِّ ذلَّلَنا حبٌّ لأنفُسِنا

عن عِزِّ فَتحٍ وعن تَمكينِ إسلامِ

 فانصُرْ عِبادَكَ مَن هُمْ في الرَّباطِ وأتْـ

ـمِمْ وعدَكَ الصَّدْقَ فيهم خَيرَ إِتمامِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

153

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة