الديوان » حيدر باسم الهلالي » تعتق الجرحُ حتى أُفعم القدحُ

عدد الابيات : 28

طباعة

تعتّقَ الجرحُ حتى أُفعِمَ القدحُ

أكيالُ صبري على أحزانِهم طفحوا

 

تيمّموا بترابِ الأرضِ مذ خُلِقوا

ما قيمةُ الماءِ لو في نزفِهم سبحوا؟

 

مشرّدونَ غبارُ القصفِ زينتُهم

وبائسونَ سوى المأساةِ ما ربحوا

 

وظامئونَ لكفٍّ لا تُمَدُّ لهم

وجائعونَ لبيتٍ منهُ قد نزحوا

 

يخفونَ في القلبِ قهراً رغمَ رقّتِهِ

والقهرُ في لمعةِ العينينِ ينفضحُ

 

لم ينطِقوا عتباً حتى كأنّهمُ

يعاتِبونَ بدمعٍ ليسَ ينمسحُ

 

ويسرِقُ الضّعفُ في الرّؤيا ملامحَهم

لا شيءَ من فسحةِ الأحلامِ هم لمحوا

 

وهم كريشةِ عودٍ في طفولتِها

مقامُ يتمٍ على الوجدانِ ينذبحُ

 

لا نورَ في غدِهم اليومَ غايتُهم

مشكاتُهم دمُهم ولّوا لِما جمحوا

 

تراهمُ ينظرونَ اللهَ عن ثقةٍ

أنّ الشّهادةَ باسمِ اللهِ تُفتتَحُ

 

كأنّهم في الوغى العبّاسُ عن ظمأٍ

يسقى العطاشى لقومٍ بالفدا رجحوا

 

عدوُّنا خائفٌ منّا على وجعٍ

كأنّنا عُزّلاً في عينِهِ شبحُ

 

يخافُ حتى صغاراً كلّما ذهبوا

لضربِ دبّابةٍ أو حولَها سرحوا

 

بالطّائراتِ وبالبارودِ مُحتجِبٌ

وبالبشاعةِ والأحقادِ يتّضحُ

 

يا أهلَ غزّةَ لا أرثيكمُ لغةً

لا الشِّعرُ لا الشُّعرا عمّا بكم شرحوا

 

أنتم أعزُّ مكاناً في ترفّعِكم

من عرشِ حاكمِ أمرٍ وهو منبطِحُ

 

ينادمُ الآهُ روحي وهي نادمةٌ

فما لروحي بلا استشهادِها فرحُ

 

للقدسِ سعيي وللأقصى قوافلُهُ

ستعبرُ المنتهى مهما العِدا نبحوا

 

هذا الجهادُ وهذا الحقُّ معتقَدي

عليهِ متّفَقٌ شرعاً ومصطلَحُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حيدر باسم الهلالي

حيدر باسم الهلالي

6

قصيدة

شاعر عراقي أسكن في كربلاء المقدسة عضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين ابلغ من العمر 23سنة لدي مجموعتين شعرية الاولى بعنوان عيناكِ اقدس حانتينِ طبعت عام 2022 والاخرى بعنوان لن تطفئيني طبعت ع

المزيد عن حيدر باسم الهلالي

أضف شرح او معلومة