الديوان » سام يوسف صالح » وثقْتُ بِحُكمِ اللهِ

عدد الابيات : 28

طباعة

دَعي الوحيَ مِنْ عينَيكِ يُطلِقْ قُيودَهُ

ويَرسُمْ إلى أعماقِ قلبي مَسارَهُ

هُوَ الحُبُّ مِثلُ اللهِ في الأرضِ إنَّهُ

هُوَ النُّورُ ما لمْ يُعلِنِ الطُّورُ نارَهُ

وظبْيٍ إلى نجْدِ السَّماءِ انْتِسابُهُ

بِرُوحيَ قد نَدَّى الزَّمانُ اخْضِرارَهُ

يُؤرجِحُ وجداني رجاءً وخَشيةً

فأرجو تَدانيهِ وأخشى نِفارَهُ

وهبْتُ الحِمى إحساسَ قلبي فلمْ يزَلْ

مِنَ اللهِ يستجدي حِمايَ جِوارَهُ

ويظهرُ لي كالبدرِ في أفُقِ السَّما

ولكنَّهُ حيناً يرومُ اسْتِتارَهُ

وفي جُنْحِ ليلِ الوجدِ أشتاقُ وصلَهُ

فيبدو خيالاً أستطيبُ حِوارَهُ

هُوَ القمَرُ العُلْويُّ معنىً وصورةً

و ذاتيَ أمْستْ في الوُجودِ مَدارَهُ

أنارَ حُضوري ذكْرُهُ وهْوَ أكبَرٌ

فما أسعدَ الكونَ الذي قد أنارَهُ

إذا خَتَمَ العُرجونُ في الدَّهرِ شهرَهُ

فحسبي رِضاً أنْ عادَ سِرِّي سِرارَهُ

كفى بِامْرئٍ ذُلّاً إذا الدَّهرُ ضامَهُ

وأنكَرَه . أنْ لا يَرُدَّ اعتبارَهُ

وأقبَحُ شيءٍ في البسيطةِ أنْ تَرى

فتىً جابَهَ الدُّنيا فأبْدى انْكِسارَهُ

أُحِبُّ شُجاعَ القلبِ يَقتحِمُ الرَّدى

و يجعلُ أمرَ اللهِ في الكونِ دارَهُ

وما فَرَّ عمَّا يبتغي عَزْمُ نفسهِ

إذا صبْرُهُ رَدحاً أطالَ انْتظارَهُ

يخوضُ الرَّزايا بحرَ جمرٍ ولا يَنِي

و يَمخُرُ مِنْ ذاكَ الخِضَمِّ أُوَارَهُ

ومَنْ جَعَلَ اللهَ العظيمَ وكيلَهُ

أحالَ إلى جنَّاتِ عدنٍ قِفارَهُ

ومَنْ يستَجِر باللهِ مِنْ شرِّ نفسِهِ

فمِنْ كُلِّ شرٍّ في الأنامِ أجارَهُ

ومَنْ صدَقَتْ باللهِ نِيَّتُهُ صفا

وأبدى بِهِ الرَّبُّ القديرُ اقْتدارَهُ

وعاشَ قريرَ النّفسِ حتَّى كأنَّما

النُّواسيُّ مِنْ خمرٍ يُعَبِّي جِرارَهُ

فلا تَقتُلَنَّ النَّفسَ يأساً ولُذْ بِمَنْ

هُوَ الجودُ ما هَمَّ العطاءُ بِحارَهُ

هُوَ القلبُ ما عندي سِواهُ وهبتُهُ

لشاغلِ قلبي ليلَهُ ونهارَهُ

تَوَحَّدَ فيهِ بالمشيئةِ لم يُرِد

بوهمِ مشيئاتِ العِبادِ انْشطارَهُ

شَربْتُ بِهِ كأسَ المحبَّةِ راجياً

بأطوارِ أنوارِ الحياةِ وَقارَهُ

قتلتُ بِهِ ساماً وأحييتُ فِطرةً

هِيَ الحقُّ بينَ الخلقِ أعلى انْتصارَهُ

وجدتُ ربيعَ العيش في عِزِّ خِصبِه

يَباساً إذا غيري اسْتَبانَ اصفرارَهُ

صبرتُ على (خِضرِ) القَضاءِ وما بدا

اعتراضي عليهِ إذْ أقامَ جِدارَهُ

فللّهِ كُلُّ الحَمدِ فالغرسُ جيِّدٌ

وها هُوَ يُعطي للحياةِ ثِمارَهُ

وثقتُ بحُكمِ اللهِ ذي العَرشِ وحدَهُ

فلا شِئتُ فيما عِشتُ إلّا اخْتِيارَهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سام يوسف صالح

سام يوسف صالح

8

قصيدة

- شاعر وكاتب وباحث سوري من مواليد سنة ١٩٨٠م قرية الدليبات التابعة لناحية حرف المسيترة في منطقة القرداحة من محافظة اللاذقية . - درس اللغة العربية وآدابها في جامعة تشرين في اللاذقية . - شارك

المزيد عن سام يوسف صالح

أضف شرح او معلومة