في بَـيْـتِنا الرّيفِيِّ زارَتْـنا زَوْجَةُ العُمْدَة
في زِيارَةٍ تَفَقُّدِيَّةٍ مُعَدَّة
يُرافِقُها مِنَ الخَفَرِ أَلْفُ وِحْدَة
سَلَّمَتْ عَلى أُمّي: كَيْفَ حالُكِ أَيَّـتُها الجَدَّة؟
وَمِنْ كَـرَمِ ضِيافَتِها سارَعَتْ أُمّي لَـها بِفَرْشةٍ وَمِـخَدَّة
وَمِنْ تَواضُعِها جَلَسَتْ مَعَ أُمّي تَعْجِنُ العَجينْ
وَفَجْأَةً إِذْ بِهاتِفِها يَبْدَأُ بِالرَّنينْ
فَإِذا بِهِ زَوْجُها العُمْدَة
فَراحَتْ تُطَمْئِنُهُ عَلى أَحْوالِ الـمُزارِعينْ
لا أَرى إَلّا القَمْحَ وَالتّينْ
وَمِنْ فَرْطِ سَعادَتي أَلْعَبُ بِالطّينْ
فَقاطَعَتْها أُمّي: عمَّ تَتَحَدَّثينْ؟!
كُلُّ ما حَولَكِ شَوْكٌ لَعينْ
وَما في يَـمينِكِ رُقاقَةُ عَجينْ
لِأُسْكِتَ جوعَ ابْـنِـيَ الـمِسْكينْ
فَقالَتْ: أَحَقًا ما تَقولينْ؟
اعْذِريني إِنَّني لَـمْ أَرَها مِنْ قَبْلُ في "عِلِّـيّـينْ"
30
قصيدة