الديوان » ايهاب الشباطات » يا سلامَ الرشيدِ بغدادَ أمسِ

عدد الابيات : 56

طباعة

يا سلامَ الرشيدِ بغدادَ أمسِ

 اسمعي صوتَ الهتْفِ أو صوتَ همْسي

نطقَ الدهرُ فاغرًا كُلَّ غمٍّ

 ما هوتْ أبياتُ الجوى بالخُرس

رُبَّ طَرْقٍ في القومِ أجراسُهم

 صمَّتْ أذانَ السميعِ عن كُلِّ جَرْسِ

إنَّ في طارئاتِ غَيبٍ خُطوبًا

 يشتهي الطفلُ لوعة ً كِفْلَ رَمْسِ

الزمانُ الكرَارُ كالكُرةِ الغا   

  شمِ دارتْ خطوطُها كُلَّ جِنسِ    

في مَضاميرها تسيرُ الهُويْنى

 نحنُ في إثرها ندورُ ونُمسي

كُنتِ شَمسَ العلومِ شُمسَ سِنانٍ

ما جَرَتْ أقلامٌ على كُلِّ طَرْسِ

أختَ عُرْبٍ حوراءَ بانتْ جُمانًا

 زانَها تاريخٌ لباسَ الدِّمَقْسِ  

زَبَدَتْ ما "زُبيدةٌ" تشْتهي أو

 تَبْسِمُ الأخبارُ الأُلى وجهَ "عَبْس"

حَكَمَ الحُسنُ العدلُ في حُكماءٍ

 وقضى في عقولهم عقلَ "قيْس"

وعلى أطلالٍ أطِلْ من لسانٍ

وكفاها مكارهًا عينَ خُلس

إنَّ في القلبِ لاهبًا ، لفَتَاتٌ  

 تَحْرقُ اليومَ في لَظى أمسِ أمسِ

لوحةُ الموتِ في العراقِ ضياعٌ

 فلسفاتٌ كأنها فنُّ نَطس

تَرفعُ الروحَ من حياةٍ رِشاءً

 تَخفِضُ الموتَ واقعًا بئرَ كَدْس

وترى ألوانًا ترومُ بياضًا

 والسَّوادُ العظيمُ آبَ بنَسِّ

وفمُ الناسِ صرْخةً مُستغيثٌ

 والمنايا تسدُهُ وبقَعْس

بعضُ فنٍ جنونهُ ينْسخُ العقـ  

 ـلَ فنونًا نهايةً  مثلَ مسِّ

إنَّ في بعضِ موجِ بحرٍ مجيئًا

 لـِهواءٍ يَرُدُّ روحًا بقَمْس

العصا خيرُ صاحبٍ لضريرٍ

 سَيَّرتْ دُنيا جسمَه سيرَ كَوْس  

مَنْ يكنْ ذا عقلٍ عزيزٍ يجدْ بعْـ  

 ـضَ الـمُباحاتِ ذِلة ً قَهْرَ نَفْسِ

لا تَخفْ هَزَّاتِ الزمانِ وإنْ ما

  دَ نُفوسًا بلحْظةٍ مَيْدَ  أُسِّ

إنْ نَبتْ في اليدِ السيوفُ نُشوزًا

 فزواجٌ على تَنكّبِ قَوْسِ

رُبَّ "بوشٍ" مضى لها شؤمَ نَحسٍ

 جاءَ منهُ عبيدُ رومٍ وفُرس

أنجبتْ مِن أرحامها كُلَّ جِبْسِ

 نعقَ البومُ إسمهُ في تَعْسِ

عرشُ كِسرى من أمسْهِ كَسْرُ هارٍ

 يومُنا قامَ في العراق بكُرْسي

لن تنالي مَغانِمًا أختَ يأسٍ

 أدخلي"سعْدًا" في حروبٍ أٌنْس

قد تَسامى فيها عبادٌ عبيدٌ

 معْ رجالِ العراقِ في بَعْث كِبْس

وكفى القومَ من صَغارٍ وفيهم

كبقايا رجولةٍ خِدْرَ عُنْس

والدَّنيَّاتُ مِن طلاقٍ إلى طبـ

 ـلٍ وزمرٍ بُعيد تجديدِ عُرس

ذهبتْ مَذهبًا مذاهبُ شرٍّ

 صاحبتْ فيه مِن خبيثٍ ورِجس

كُبّرتْ أربعٌ صلاةً عليهم

 هازئًا زدتُهم وشِعرًا بخمس

إنَّ في بعض غائبٍ نورَ حقٍ

 لا تراها إلا على وقتِ عَوْسِ

قد تَرى العينُ شَكلَ حُدبٍ تراها

 ذكرياتٌ بُعيدها فعلَ قُعْس

يُكْذبُ الظنُّ في أساطير قومٍ

 ويقينٌ مُصدقٌ حالَ لمس

اللسانُ السَّتورُ كُلَّ جَنانٍ

 عورةٌ بينَ كشْفها لَبْسُ لُبْس

ولقد بادني على صِغْرِ سِني

 ما تصاريفُها تجاليسَ جِلس

صدمتْ "صَدّامًا" صِداماتُ حُكْمٍ

 ورسا فيها لُجَّةً مصرُ"مُرسي"

وكأنَّ الرحى تُلاعب بُرًّا

 تارةً تارةً بعَكْسٍ وعَكْس

خُذْ جديرًا جَدا دروسِ الزمانِ ال   

جَنْيُ  لا بُدَّ دارسٌ بَعْد دَرْس

وأيادي الموتِ القطوفِ وإن ها

نتْ طِوالٌ وإن علا رَطْبُ يَبْس

إنَ في صمتِ هالكٍ خيرَ وعظٍ

 لعُصاةٍ من الحياة بنَبس

ونفوسٌ خيولُها سادراتٌ

 لَعِبٌ يومُها تفوزُ بِبَخْسِ

وكفى من مَكْس الزَّمانِ سَخاءٌ

 في تقاديرٍ وزنُها وزنُ وكْس

وقلوبٌ مراكبٌ كُلَّ بثٍّ

 والمآسي كأنَّها بحرُ بَغْس

نائباتُ الزمانِ سائبةٌ والدْ

 دمعُ عنها مُعذبٌ في حَبْس

وبَغتْ في أرضِ العبادِ حَيارى

 بينَ أسرٍ قلوبُهمْ أو حَسِّ

أخواتٌ تُناوب الغمزَ دافِعْ

ها عفيفًا مع العُبوسِ وهَدْس

بيّناتٌ تقيمُ فلسفةً في

 وطنٍ قام من ضلالٍ وعَمْس

رُبَّ أرضٍ دُجى سماءِ ظَلامٍ

 ترتوي والرمضاءُ فيها بغَرْس

فاستوتْ من أسبابِ حقٍ نجاةٌ

 ومحتْ أسبابَ السماءِ بنِقْس

وقدةُ الحقِّ أنجدتْ دربَ جيلٍ

في متاهاتٍ غيْهبٍ أُختِ قَرْس

رُبَّ هَمٍّ والشعرُ مُرتحلٌ يَر  

 جو مُجيرًا ك"حاتمٍ" أرضَ مُلس

وبناتُ الدهرِ اللعوبُ تَخَصُّ الْـ   

 ـعَـرَبَ العشقَ في عِناقٍ وبَوْس

سأظلُ الليلَ الكئيبَ نديمًا

 ساعةً مع حُزنٍ بساعةِ بُؤس

فلعلَّ الصبحَ الدواءُ لداءٍ

 أو عزيزٌ لذُلِّـها الزوجَ يُنسي

وشَغافُ الفتى هلاكٌ على مِثْـ

  ـلٍ وفيه مشاعرٌ شِعْرُ حِسِّ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ايهاب الشباطات

ايهاب الشباطات

30

قصيدة

أديب و مفكر أردني، لديه ديوان شعر تحت الطبع بعنوان "يا سلام الرشيد" ، كتاب بعنوان "التوحيد و التصورات المسبقة" ، أشاد به عدد من النقاد الأدبيين مثل الأديب العراقي عبد الستار النعيمي الذي قام

المزيد عن ايهاب الشباطات

أضف شرح او معلومة