أحببتُ امرأةً غامِضَةً

قَلَبَت لي كُلَّ موازيني

تَظهَرُ في كلِّ عناويني

تُزهِرُ في كُلِّ أفانيني

تَبْرُقُ، تتلاشى في لَمحٍ

فاختَرَقَت كُلَّ قَوانيني

رِفقًا بفؤادي يا امرأةً

فهوَ المخلوقُ مِنَ الطينِ

هَل أنتِ مِنَ الغَيم نَزَلتِ

أم نَجمٍ أم حور العِينِ؟

قَلَّبتُ البُلدانَ كِتابًا

مِن أرضِ الرومِ إلى الصينِ

لكنّي لَم أجد امرأةً

تَلمِسُ أوداجي فتُحييني

لا عاشِقَ في الدُنيا مثلي

لا عِشقَ الكون يظاهيني

أنت يا أجملَ آنِسَةٍ

ظهرت مِن فَجرِ التَكوينِ

يا أبلَغَ مِن كُلِّ كتابٍ

يا أصدَقَ مِن كُلِّ صَوابٍ

يا نَزَقَ الوَردِ أَحبيني

فوقَ النجماتِ ستجيديني

أنقِشُ أبياتًا لنزارٍ :

"زيديني عشقًا زيديني"

وسأحمِلُ حسنَكِ يا امرأةً

أنثُرُهُ فوقَ بساتيني

وسيُزهِرُ وردَ النسرينِ

وسأُصبِحُ بالحُبِّ رسولاً

لا حُسنَ العالمِ يغريني