عدد الابيات : 31
تَعَيَّن فِي الرَّعَاعِ، تَرَ الشَّبَابَا
وَعَيْنِيَ لَا تَرَى إِلَّا ذُبَابَا
مَكَاثِيرَ اللَّحَاقِ بِمَن سِوَاهُمْ
وَعِندَ الْخَوْفِ يَرْتَعِبُواْ ارْتِعَابَا
تَوَابِعَ كُلِّ مَن مَّرْآهُ نُورٌ
وَلَٰكِن نُّورُهُ ۥ يُخْفِي السَّحَابَا
فَفِي أَثَرِ الْكَرِيمِ رَأَوْا مِيَاهًا
وَفِي أَثَرِ الْحَقِيرِ رَأَوْا سَرَابَا
وَمَا يَدْرُونَ أَيُّهَمَا صَدِيقٌ
وَمَن مِّن مَّكْرِهِۦ خَدَعَ الْحُبَابَا
قِصَارَ الْعَزْمِ؛ إِن وَقَعَتْ عَلَيْهِمْ
وِرَاقُ الْغُصْنِ، حَسُّوهَا عَذَابَا
وَيُزْعِجُهُمْ هُبُوبُ الرِّيحِ فِيهِمْ
كَأَنَّ هُبُوبَهُ ۥ نَسَفَ الْهِضَابَا
ذَوِي وَجْهَيْنِ لَا يَسْعَوْا لِخَيْرٍ
وَإِن تُبْصِرْهُمُ ۥ، تُبْصِرْ ذِئَابَا
وَإِن وَقَعَ الذُّبَابُ عَلَى إِنَاءٍ
لَّيُعْطِ الدَّاءَ أَوْ يُعْطِ الرُّهَابَا
وَإِنْ عَلِقُواْ بِخَيْطَةِ عَنكَبُوتٍ
تَنَادَوْا: أَيُّنَا أَوْلَى تَبَابَا؟
وَإِنْ غَدَرَ الصَّدِيقُ أَخَاهُ خَوْفًا
فَأَوَّلُ غَدْرِهِۦ وَجْهٌ تَغَابَى
وَإِنْ غَدَرَ الصَّدِيقُ أَخَاهُ كَسْبًا
لَّكَالضَّوْطَارِ يَحْتَالُ اكْتِسَابَا
وَكَانَ الْغَدْرُ فِي الْأَعْرَابِ قِدْمًا
لِّذَٰلِكَ أَتْبَعُواْ الْعَجَبَ الْعُجَابَا
لَوِ اجْتَمَعُواْ عَلَى الْغَدَّارِ فِيهِمْ
لَمَا لِقُبُورِهِمْ وَجَدُواْ تُرَابَا
وَقَد تَّعْتَادُ نَفْسُكَ فِعْلَ سُوءٍ
وَفِعْلُ السُّوءِ يَعْتَادُ الْعِتَابَا
وَمَن يَرْضَ الْعِتَابَ، يُهِنْهُ عَبْدٌ
لَّهُ ۥ مِنْهُ ۥ عَلَيْهِ فَقَطْ سِبَابَا
وَمَن يَرْضَ ابْنَ مَصَّانٍ رَّفِيقًا
يُرَافِقْ طُولَ عِيشَتِهِۦ ضَبَابَا
يُعَثِّرُهُ ۥ وَلَا يُغْنِيهِ شَيْئًا
وَحُسْنُ الظَّنِّ يَبْتَدِئُ الْخَرَابَا
وَلَمَّا ابْيَضَّ مُسْوَدٌّ جَلِيفٌ
تَطَايَبَ بَعْدَمَا كَانَ الْمُعَابَا
وَلَمَّا اسْوَدَّ مُبْيَضٌّ رَّفِيعٌ
تُطُيِّرَ مِنْهُ بَلْ كَانَ الْغُرَابَا
أَمَن يَرْجُو الْجَمِيلَ مِنَ الرَّزَايَا
وَلَيْسَ يُرِيدُ إِلَّا الْمُسْتَطَابَا
تَعَيَّن فِي الْجَمِيلِ، يُرِيدُ سُكْنًا
وَلَمْ تَفْتَحْ لَهُ ۥ دُنيَاكَ بَابَا
وَمَن يَرْجُو مُصَادَقَةَ الْأَعَادِي
كَمَن بَعْدَ الْعَذَابِ رَجَا عَذَابَا
قَلِيلُو الْعِلْمِ فِي زَمَنِي كَثِيرٌ
وَإِنْ أَرْشَدتُّهُمْ، زَادُواْ ارْتِكَابَا
فَمَا يَدْرِي جَدِيدُهُمُ الْقُدَامَى
وَمَا قَرَؤُواْ عَنِ الْمَاضِي كِتَابَا
لِعَارِ بَنَاتِهِمْ؛ وَأَدُواْ قَدِيمًا
وَلَيْتَ لِعَارِنَا نَئِدُ الشَّبَابَا
وَنَطْرُدُ كُلَّ طَنَّانٍ رَّدِيدٍ
وَلَا نُبْقِي بِدُنيَانَا كِلَابَا
أَرَى الشُّعَرَاءَ مَكْرُوهِينَ دَوْمًا
وَمَن لَّزِمَ الْخَطَا، كَرِهَ الصَّوَابَا
وَلَٰكِنِّي مُعِيدُ الشِّعْرَ حَقًّا
مُّرِيدُ الْحَقِّ لَا يَخْشَى ضِرَابَا
أَحِنُّ إِلَى الَّذِي طَلَبَ الْمَعَالِي
وَلَمْ يَخَفِ الْعَدُوَّ الْمُسْتَهَابَا
أَلَا فَاحْمَدْ إِلَٰهَكَ كُلَّ حِينٍ
لَّعَلَّكَ مِنْهُ لَمْ تُخْلَقْ ذُبَابَا
4
قصيدة