الديوان » تيسير الحسينو » زوبعة الأيام

عدد الابيات : 17

طباعة

تَمشِي الحَيَاةُ مَعَ الثّوانِي مُسرِعَهْ

 كَالرِّيحِ تَدفَعُ في البِحَارِ الأشرِعَهْ

مَا بَالُها لَا تَستَريحُ سويعَةً؟!

‍ أَوَلَم تُصِبهَا فِي المسيرِ مُوجِعَهْ؟

تَأتِي الأمورُ فَتَزدَرِيهَا كَيفَمَا

‍ كَانَت فَلا تَحتَاجُ مِنهَا المنفَعَهْ

فَاللّيلُ يَأتِي والنَّهارُ بإِثْرِهِ 

 مُتَسَابِقَينِ بِحَلبَةٍ مُستَودَعَهْ

وَلَجَ النَّهَارُ بَهيمَ لَيلٍ أَدهَم 

 أَعظِم بِهِ من مقبلٍ مَا أَسرَعَهْ!

واللّيلُ يَخطفُ كَالشِّهَابِ نَهَارَهُ

 ويَبُثُّ فِي الأرواحِ شَيئَاً مِن دَعَهْ

هَذي الحَيَاةُ عَلَى المدَى مُستَنفِرَهْ

 لَن تَنتَظِرْ أَحَدَاً وَلَن تَبقَى مَعَهْ

وَتَدُقُّ فِي الأيّامِ سَاعَاتُ المدَى ‍

 بِعَقَارِب ليسَت تدقّ بجَعجَعَهْ

وَتَرَى الدَّقَائِقَ فِي الِحسَابِ مُهرِوَلَهْ

‍ وكَأنَّها مَطرودَةٌ ومُرَوَّعَهْ

أمّا الثّوانِي كَالخيَالِ مُرورُهَا

‍ تَأتِي وتَذهَبُ غَفلَةً ومُقَنَّعَهْ

وَشَبَابُنَا جُلُّ الحَيَاةِ مُضَيِّعٌ

 فُرَصَ الحَيَاةِ بِلَهْوَةٍ وَمُنَازَعَهْ

أَو فِي هِيَامٍ لِلمَنَامِ مُقَيَّدٌ

 يَنسَى الأنَامَ كَأنّهُ في قَوقَعَهْ

والبَعضُ فِي طَرَفَ الحَيَاةِ هَوامِشُ ‍

 مَا حَرَّكَت فِيهِ الخُطُوبُ مَواقِعَهْ

ضَرَبت عَليهِ العَنكبوتُ بِنَسجِهَا ‍

 فِي رُكنِ زَاوِيَةِ الزّمَانِ الضّائِعَهْ

طُوبَى لِمَن مَلَأ الفَراغَ بِفِعلِهِ

وتَعَجَّبَ الإِتقَانُ مِمَّا أبدَعَهْ

وتَدَارَكَ الأعمَالَ فِي أوقَاتِهَا ‍

 مُتَسَابِقَاً كَالرِّيحِ وَسْطَ الزَّوبَعَهْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن تيسير الحسينو

تيسير الحسينو

16

قصيدة

كاتب وشاعر وباحث أكاديمي، أكتب في الشعر العربي الفصيح، وفي جميع أغراضه، أقوم بتوظيف تجربتي الذاتية في الحياة بما أكتبه من الشعر، ولي مشاركات في بعض الأندية العربية الخاصة بالشعر.

المزيد عن تيسير الحسينو

أضف شرح او معلومة