لم يكن حُباً ولكن كان شيئاً منهُ أكبرْ
لم يكن "مترو" سريعاً مرَّ في قلبي وغادرْ
أو سقوطاً في امتحانِ الخصرِ والصدرِ المُدوَّرْ
كان شيئاً منهُ أكبرْ
لم يكن ظِلاً.. خيالاً.. أو مناماً جاءني
في ليلِ بؤسي
لم يكن صَلباً ولا خمراً فرنسيّاً مُعطَّرْ
لم يكن وجهاً جميلاً واعداً بالحُبِّ
مثل الوردِ أحمرْ
كان عاديّاً.. طفوليّاً.. وأسمرْ
لم يكن نثراً ولا شعراً ولا نصّاً ربيعيّاً
متى ما نامَ أزهرْ
كان إعصاراً وجوديّاً وأخطرْ
لم يكن صوتاً ينادي في المقاهي
بلْ موسيقى..
يا لأصداءِ الموسيقى حين تخفى
خلف بارٍ باردٍ أو حين تظهرْ
لم تكن تلك الفتاةُ الـ مِن نجومٍ
حرفَ جرٍّ بائسٍ،
بل كلَّ تاريخي وأكثرْ
وأنا ما كنتُ إلا عابراً من غير مَعبَرْ
أحتسي كأسي، وعينيها، وأحزاني وأسكرْ
لم يكن حُباً إذنْ..
بل كان شيئاً منهُ أكبرْ
19
قصيدة