الديوان » عبدالناصر عليوي العبيدي » تقــوى الثعالــب

ديــكٌ يُــصلّي والإمــامُ الــثعلبُ
وعــلى المنابرِ بالفضيلةِ يَخطبُ

يَــتَصنَّعُ الــتقوى ويــبدو عــابداً
بــاللَّحمِ أمــسى زاهداً لا يرغبُ

وبــأنّهُ الــحامي الأمــينُ لخمِّهمْ
بــالليلِ يــبقى ســاهراً لا يــتعبُ

لا يَــلمِسُ الــديكَ الــغبيَّ لخَشْيَةٍ
أنَّ الــوضوءَ بــلمسِهِ قــد يذهبُ

ويُــغَمِّضُ  العينينِ حتى لا يرى
عــوْراتِ أهلِ الحيِّ حيثُ يُعذَّبُ

ظــنَّ  الديوكُ الخيرَ عندَ إمامِهمْ
و هو المُخادعُ في الحقيقةِ يكذبُ

مــازالَ يــخدعُهمْ ويكسبُ وِدَّهُمْ
فــي كــلِّ ســانحةٍ لــهمْ يــتقرَّبُ

حــتى اِطْمَأَنُّوا والشكوكُ تَبَدَّدَتْ
بـــدأَ  الــلُّعَابُ بــثغرِهِ يَــتَصَبَّبُ

 ودعا الــدِّيوكَ الــصالحينَ لبيتِهِ
فعسى بهذا الفعل  أجــراً يكسبُ

فــأتى الديوكُ الطامعونَ إمامَهُمْ
وبــطونُهمْ  أشهى الموائدِ تطلبُ

حتى إذا اكتملَ النصابُ فأُغلِقَتْ
كــلُّ الــمنافذِ واستحالَ المَهْرَبُ

جــعلَ الــديوكَ الأغــبياءَ وليمةً
بــعضُ الــمطامعِ للمهالكِ تجلبُ

لا يــخدعنَّكَ فــي الأنــامِ عِمامةٌ
فــلطالما فــيها تَــخَفّى الــمأرَبُ

لا يــخــدَعنَّكَ لــو تــغيَّر لــونُها
فــالــطبعُ دومــاً لــلتَّطبُّعِ يــغلبُ

فــي الــحيَّةِ الــرقطاءِ ســمٌّ قاتلٌ
وبــلونِها  بعضُ الفرائِسِ تَجذِبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالناصر عليوي العبيدي

عبدالناصر عليوي العبيدي

116

قصيدة

الشاعر عبد الناصر عليوي العبيدي شاعر سوري مواليد حلب 1968 - حاصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة حلب عام 1990 - بدأ كتابة الشعر منذ عام 1990 لم ينشر اي دوواين . توقف عن كتابة الشع

المزيد عن عبدالناصر عليوي العبيدي

أضف شرح او معلومة