الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » نصيحة محامية عاقلة!

عدد الابيات : 38

طباعة

النصحُ كم يَعِظ النسا ويُهذبُ

ويُجيرُهن مِن البَلا ويُؤدبُ

ويَرُدُّ غاشمة لحازم رُشْدِها

ويُريحُ حائرة تكِدُّ وتتعب

ويَصُدُّ جهلاً أحرقتْ نيرانُه

أمَة بجائحة الأذى تتلهب

ويُعِيدُ حقاً رغم شِدة غاصب

بُعداً لمَن يَئِدُ الحقوقَ ويَغصِب

وقرأتُ ما خطتْ محامية وَعَتْ

لمُصاب (حواءٍ) ، فباتتْ تكتب

وغدَتْ مقالتُها نذيراً صادحاً

يَهَبُ الجراحَ علاجَها ويُطبِّب

زُبَدٌ مِن التبصير تلفِتُ مَن غَوَتْ

وتشُدُّ مَن تهوَى الوضوحَ وترغب

هيَ قد أبانتْ كل غامِضةٍ ، لِذا

خرجَتْ نصيحتُها رشاداً يُطلب

هيَ ناولتْ توضيحَها لم تدَّخِرْ

نصحاً ، فإن النصح كم يتوجب

هيَ لم تُراهنْ في الجدال على هوىً

يُردِي الحقيقة عامِداً ويُغيِّب

عابتْ طلاقاتٍ تَفاقمَ عَدُّها

وكأن جيلاً بالشعائر يلعب

هل بات وحيُ الله مَدعاة إلى

هزل يُمارسُه غواة خُيَّب

الله قد شَرَعَ الطلاقَ لعِلةٍ

وضَحَتْ قرائنُها ، فليستْ تُحجب

يُغني كلا الزوجين إنْ يَتفرَّقا

مِن فضله ، نِعمَ الصُّوَى والمَذهب

ليس الطلاقُ لجلب ظلم أو أذى

أو غصب أملاكٍ لمَن يتغلب

ليس الطلاقُ لكي يُدان مُبَرَّؤٌ

مِن ظلم فضلى ، أو يُبرَّأ مُذنب

ما هذه الفوضى؟ وماذا بعدها؟

إني على نِسوان قوميَ أعتِب

حتى متى هذا الشقاءُ مُخيماً

والتيهُ مُدَّ لمَن يُحِبُّ فيَضرب؟

نِسَبُ الطلاق تضاعفتْ أعدادُها

إني لأنكِرُ ما أراه وأشجُب

يا أختُ صبراً ، فالمشاكلُ ما نجا

منها بُييتٌ ، لستُ في ذا أكذب

كلُّ البيوت لها مشاكلها التي

ما شذ عنها مَشرقٌ أو مَغرب

فلئن صبرتِ على حليلكِ مثلما

تُبدِين صَبراً في المحاكم يُندَب

وإذا دعا القاضي ، وأغلظ قوله

ألفِيتِ طائعة تخافُ وتَرهَب

وإذا يَعيبُكِ في الفعال أتيتِها

أرهفتِ سَمْعَكِ للفِعال تُعَيَّب

وأتيتِ للجلساتِ أجملَ غادة

وعيونُ مَن حَضروا إليكِ تُصَوَّب

هلا لزوجكِ كان حُسنُكِ زائناً

فلئن فعلتِ فكيف بيتٌ يُخرب؟

ورسومُ أتعاب القضايا عَنفتْ

عَجلى لتنفيذ الطلاق تُرتب

وسألتُ عاقلة شهدتُ طلاقها

ما الربحُ من هذا؟ وماذا المكسب؟

قالت: وربي خيبة وندامة

وخسرتُ بيتي ، والعِيالُ تعذبوا

وشماتة الأعداء تُحرجُ خاطري

وحُزونُ أقوام إليهم أنسب

أنا ما جنيتُ سوى الضياع بضاعة

غرقتْ سفينتُنا ، وضَلَّ المركب

يا معشرَ النسوان تلك نصيحتي

أنا لستُ أوجاعَ النساء أقلب

أنا لستُ أختارُ الطلاق وسيلة

لعلاج مشكلةٍ تُشينُ وتُعطب

واليوم سُوقُ (البكر) راجَتْ وانتشتْ

وتذوقُ غائلة البَوار الثيِّب

شبَحُ العُنوسة في الديار مُرَوَّجٌ

وله دَهاقنُ في الخفاء تُؤلب

هم شرُّ دَلالين قد وطئوا الثرى

والبعضُ يَصطنِعُ الجفا ويُخبِّب

بلغتُ ، واللهُ المُهيمنُ شاهدي

يا رب أصلحْ ما الطلاقُ يُخرِّب

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة