الديوان » محمَّد سند الشمَّري » أما لهذا الحزن أن يزولا

عدد الابيات : 30

طباعة

أما لهـذا الحـزنِ أن يزولا

و يستريـحُ مجهدٌ قليلا

ويمسحُ الدمعةَ عن عيونهِ

فقد بكى من بؤسهِ طويلا

وأن يرى لحزنـهِ نهايـةً

وأن يرى لدربـهِ وصولا

وأن يبـوحَ بالـذي يكنَّـهُ

لأنَّـهُ  لابـدَّ  أن يقـولا

قد عاش في بغدادَ طول دهرهِ

وما استطاعَ الزمنَ الجميلا

وفارقَ الأحبابَ منذ صغرهِ

ومـا لقــى لوصلهــمْ سبيلا

واستغرقَ الأَيـَّامَ في شبابهِ

يناشـدُ  الديـارَ و الطلولا

لِما لهُ مِن عارضٍ أصابهُ

سقماً فأردى قلبهُ عليلا

هو الزمانُ لا يُقيلُ عاثراً

ولا يُجيرُ الرجـلَ الكَليلا

بكيتُ دهراً كاملاً لفقدهِ

وكان دمعُ العينِ سلسبيلا

وكان ممَّا زاد في صبابتي

وزادني فوق الهوى ميولا

بأنَّنـي باقٍ على ما بيننا

من صبْوةٍ ولم أشئ بديلا

ولم أجد مِن الرجال صاحباً

يقيمُ حمْلَ الظهر أن يميلا

فكُلُّ مَن صاحبتُ مِن صَحابةٍ

يكونُ في وقت الضَّنى عذولا

يكونُ كالعِفريتِ في دهائهِ

مُآرباً ليس لهُ مثيـلا

وليس لي مع الزمان مطلبٌ

سوى بأنَّي أطلبُ الرحيلا

ولا أراني في العراق باقياً

ولا أرى الهجرةَ مستحيلا

ولا أبالي لومَ مَن يلومني

أن يُقصرَ الكلامَ أو يُطيلا

ولا أمنِّي النفسَ أن تحبَّني

جميلةٌ تكونُ لي خليلا

تكون لي بيتاً وحضناً دافئاً

ألمسُ فيه الصدقَ والقبولا

تزيحُ حملاً مائلاً عن كاهلي

إذا احتضنتُ جسمها النحيلا

وإن لمستُ شعرها كأنَّني

أصارعُ الأمواجَ والسيولا

بريئةٌ والنورُ في جبينها

كنجمةٍ تمتنع الأفولا

وجيدها  عند الصباح يافعاً

وفي المساء  يفعلُ الذهولا

أكثر ما أهواه في حبيبتي

عيونها وطرفها الكحيلا

وإِن أتاح اللهُ لي بقيَّـةً

أفعلُ ما قد يطفئُ الغليلا

أكونُ مثل السيف في مغمدهِ

فإن مضى تخالهُ سليلا

ولستُ دون الأوًّلين شاعراً

مَقامهُ يضارعُ الفحولا

لهُ اليراعُ كالجبال ثابتاً

عن حالة الإبداع لن يحولا

شهمٌ أبيُّ النفسِ نخلٌ باسقٌ

ولا يُرى في محنةٍ ذليلا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمَّد سند الشمَّري

محمَّد سند الشمَّري

19

قصيدة

شاعر عربي من بغداد اكتب الشعر منذ نعومة أظافري..

المزيد عن محمَّد سند الشمَّري

أضف شرح او معلومة