عدد الابيات : 30
أما لهـذا الحـزنِ أن يزولا
ويمسحُ الدمعةَ عن عيونهِ
وأن يرى لحزنـهِ نهايـةً
وأن يبـوحَ بالـذي يكنَّـهُ
قد عاش في بغدادَ طول دهرهِ
وفارقَ الأحبابَ منذ صغرهِ
واستغرقَ الأَيـَّامَ في شبابهِ
لِما لهُ مِن عارضٍ أصابهُ
هو الزمانُ لا يُقيلُ عاثراً
بكيتُ دهراً كاملاً لفقدهِ
وكان ممَّا زاد في صبابتي
بأنَّنـي باقٍ على ما بيننا
ولم أجد مِن الرجال صاحباً
فكُلُّ مَن صاحبتُ مِن صَحابةٍ
يكونُ كالعِفريتِ في دهائهِ
وليس لي مع الزمان مطلبٌ
ولا أراني في العراق باقياً
ولا أبالي لومَ مَن يلومني
ولا أمنِّي النفسَ أن تحبَّني
تكون لي بيتاً وحضناً دافئاً
تزيحُ حملاً مائلاً عن كاهلي
وإن لمستُ شعرها كأنَّني
بريئةٌ والنورُ في جبينها
وجيدها عند الصباح يافعاً
أكثر ما أهواه في حبيبتي
وإِن أتاح اللهُ لي بقيَّـةً
أكونُ مثل السيف في مغمدهِ
ولستُ دون الأوًّلين شاعراً
لهُ اليراعُ كالجبال ثابتاً
شهمٌ أبيُّ النفسِ نخلٌ باسقٌ
23
قصيدة