الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » بنت الصعيد منى بكر!

عدد الابيات : 42

طباعة

بنتَ الصعيد رأيتُ طيفك يَعتِبُ

وعن الأسى يكوي المشاعر يُعْربُ

ويَسوقُ مِن زُبَد البيان مَقاطعاً

عَصفتْ بنا ، والذكرياتِ تُؤلب

ويَلومُنا أنْ لم نُؤبنْ فذة

كَفُّ العلوم ببحثها تتخضب

قدَّمتِ خيرَكِ للأنام رَضِية

دوماً ، ونفسُكِ بالعطاء تُرحب

آثرتِ دارَكِ بالخيور عظيمة

بَذلٌ جميعُ الناس منه تعجبوا

ورضِيتِ بالأجر القليل تكلفاً

لمَّا يَكنْ لكِ في المطامع مَأرب

وجعلتِ عِلمَكِ للمنافع مَوئلاً

لمَّا تشدَّكِ رفعة أو مَنصب

وظهرتِ للدنيا مَلاكَ حضارةٍ

وسعى إليكِ عن الديار تغرُّب

فقبلتِ أعواماً ، وعُدتِ عليمة

بتخصص منه الأباة تهيبوا

وامتدَّ نحوكِ كل عَرض يشتهي

بعضُ الهُواة ظلاله إنْ طولبوا

والقومُ أذهلهم نشاط خبيرةٍ

في كل سهم في التخصص تضرب

وأتتْكِ بالإلحاح إغراءاتُهم

وكأنها غيثٌ غزيرٌ صَيِّب

وأتتكِ تسهيلاتُهم تسبي النهى

وكأنها بَرقٌ فظيعٌ خلب

فاخترتِ مُكثكِ في الديار عزيزة

مهما طغى مالٌ ، وراجَ المكسب

والتوصياتُ أتتْكِ تستبقُ الخطا

هُوجاً ، وضمَّ ذوي القرار المَوكب

فرَجَعتِهم يتجرعون عَذابَهم

وبردِّكِ القطعي ها هم خيِّبوا

ومساوماتُ القوم تُنبيءُ أنهم

بـ (ـمُنى) وهمتها العليَّة أعجبوا

وعظيمُ إنجازاتكِ اجتازتْ مَدىً

عضلتْ بهم خطواتُه ، إذ يَصعُب

 النانوتكنولوجي يَشِيدُ بفذةٍ

بمدائح تُتلى ، وأخرى تُكتب

و(المعهدُ العلميُّ) يَنعى مَن قضتْ

بدموع عين بالأسى تتصبب

وكذا (علومُ الليزر) انفجرتْ بُكا

والحزنُ خيَّمَ ، ثم ساد الغيهب

تبكي (براءاتِ اختراع) أربعاً

ورثاؤها في حسرةٍ يتوجب

ستين بحثاً قد كتبتِ قلائداً

هي في مجلات (الأباعد) تُرغب

ترتيبُكِ العشرون في (النانو) زها

متبختِراً بين الجوائز يَطرب

ورسائلاً مائة أجزتِ صِحابَها

المَشرق استهدى ، وأطرى المَغرب

وبرعتِ في كيمياءَ فيزيائيةٍ

والناسُ جاؤوا اليومَ كي يتدربوا

و(مُنى) تُوجههم بزاخر عِلمها

والكل هشوا في اللقاء ، ورحَّبوا

والغربُ أكبرَها ، وأطرى سعيَها

ومضى لأبحاثٍ لها يترقب

وهناك في (الصين) العلوم تلاقحتْ

واستقبلَ الحَمَلَ الوديعَ الأذؤب

واللهُ أعلمُ بالذي كادوا لها

مِن بعد مؤتمر يُخِيفُ ويُرعِب

عادتْ لنا (بنتُ الصعيد) مريضة

مرضاً بصحتها العفية يذهب

شييءٌ أصاب مناعة في جسمها

و(الكورتيزونُ) هو العقارُ المُعطِب

أفنى قواها ، واستباحَ صمودَها

وعليه مَن إمَّا بغى – يَتغلب؟

ذهبتْ ضحية كيد غرب مُعتدٍ

لكنْ وأنى يُستبانُ المُذنب؟

ماتتْ ضحية مهملين تعالموا

فهُمُ عن التشخيص حقاً غيَّب

لم يُدركوا ما عندها مِن عِلةٍ

كي يُدركوا بالطبع كيف تُطبَّب

 بنت الصعيد عليكِ رحمة ربنا

ما أشرقت شمسٌ وزيَّن كوكب

 أسيوط لن تنسى مسيرة بنتها

ستُذيعُ سيرتها ، وبعدُ تُطيب

يا (بنت بكر) حُزتِ أشرفَ رُتبةٍ

فالعِلمُ أعظمُ ما يُنالُ ويُوهب

وحُبيتِ مِن بين النسا وطنية

كل الألى خبَروا مَداها استغربوا

يا ربنا فارحمْ (مُنى) ، واغفرْ لها

هذا الدعاءُ ، ولستُ بعدُ أعقب

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1921

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة