هل تخافين يا عشتاروت، مثل باقي الخلق أن تصطادكِ وحوش الصمت في ظلمة التابوت تجرُّ حسنك العاجيّ إلى فمّ اليمبوس؛ تحنطكِ بشرنقة النسيان كأسوء كابوس مثل تربتي الفانية، وبحجم آلامي حتى الأساطير تذوي وتموت؛ ستنقرضين... قبل أن تذوقكِ أنفاسي يا عشتاروت ورغما ً مني سأنساكِ قريباً لأن القدرة تهرب من ذاكرتي وتخون مثل البراءة في فردوس الطفولة: الجنَّة التي لولا فقدها ما تسنى لنا أن نكون ألا ليتنا لم نغادرها فنكون، مستنقعاً من خطايا في قلب مأفون لا تستطيع إخفاء قبحهِ ربات الفنون لم أعدُّ واعياً للأشياء من حولي أفكر بجثث أحلامٍ دفنتها السنون وحرائق الأفكار وكبريت الظنون لا يخلف في أزقة العقلِ سوى غبار الغمَّ ولوثة الجنون خير لابن آدم ألا يوقد العقل بالنور لئلا يرى فداحة الظلام في دنيا الشرور: ثعباناً يلتهمُ الوجود بجوع مسعور! نحن في العمر وليمةٌ للفقد والمنون نحن في مسرح الصبر والأسى حكايا من وجعٍ أزليّ مكنون!
تمت
هامش: اليمبوس موطن الأرواح التي لا تدخل الجنة ولا النار في اللاهوت الروماني الكاثوليكي.