خولة يا غزالة الصحراء... خولة يا ظبية البيداء
خولةُ وما أدراكِ يا خولة ما تعنيهِ ألحاظك الحوراء،
لشاعر ضرير الروح يحلم بنجمة في قنينة الظلماء!
أحببتك والجفا قاد خطوي لحانة الليل... سحقاً للجفاء!
أجدى بي ثم أجدى أن أجرَّ خطوي لقلاعكِ العصماء؛
أعانقكِ بضراوة الضيغم حتى تتحطم عظامكِ البيضاء
ننتهي زبداً من الأساطير؛ نتلاشى من عالم التفسير
أنهشكِ وألفظ آخر أنفاس الهوى في نوبة من البكاء!
خولةُ يا مليكة القوافي؛ يا ألماظة ً ساحرة الغوى
أخبرتكِ بأسراري وسافرتُ في عينيكِ بوحاً بالهوى
وهبتكِ كنوز القراصنة والجواهر الباهضة الأثمان؛
أهديتكِ بساط السندباد،
وألف ليلةٍ وليلةٍ من ليالي شهرزاد
أهديتكِ نفسي الأسيرةَ في فانوس الجان
وطرتُ بكِ من واحة القطيف إلى صحارى نينوى
حملتكِ فوق صخور الأهرام وراقصتكِ رقصة الأفعوان
على ظهر أبي الهول، قطفتُ لكِ نجوم الأكوان
وعلى مضارب الروحِ نصبتُ لك أرجوحة الذكرى
لعلكِ تذكريني إذا ما غاب طيفي وانمحى
وأمست ظلالي رماداً وحلَّ الكرى؛
رماداً تذروهُ الرياحُ على رمل الثرى!
خولةُ لماذا يخدعنا الحبُّ كأنَّا أبرياء؛
يسلبنا أمام مبسمكِ أقنعة الكبرياء؟!
قلتُ: "قبليني قبلة الموت... قبليني
قبلةً تنفث السمَّ في حنايا السويداء"؛
محرمةٌ عليَّ شفاهكِ التوت يا للبلاء
لأجلها أرتضي المنية فلماذا لا تلبي النداء؟!
خولةُ خانني الماضي وأنكرني الغدُّ والحاضر
فأين ضاعت هويتي في غابة الأحياء!؟
ما كنتُ في مقلتيكِ سوى بقايا مومياء
منسيةً في قبر لا يزار ولا يعرفهُ العلماء
هكذا قلتِ، لا تكذبي الآن باسم الحياء!
خولة يا غزالة الصحراء...
خولة يا ظبية البيداء...
بعض الجريمة صنيعةُ الحسن الآخاذ!
أنتِ من اقترف المجازر؛
غرستِ في نبضي مدية الصحراء
قلمتِ بنفورِ عينيك أوراق َ قلبي الخضراء
واجتثَّتِ أشجاره حتى غدا أرضا ً قفراء
مقبرة موتى والإنسان مدفون فيها
وجلمود صخر بقسوة الفولاذ
بعض الجريمة صنيعةُ الحسن الآخاذ!
كانت أهدابكِ الجميلة كعطر المساء
مناجل تصرم عنق المتيم بالجفاء!
قرأ العراف نبوءة أوحتها أقدار الأنواء
"ستموت محروما ً من قلب الحسناء
مهما تفجرت بماسيّ الضياء
وسيكون الهمّ طريقك والجوعُ مصيرك
وستظمأ إلى سراب عذوبتها ظمأ الرمضاء
وستقضي مذبوحا ً بالحنين والذكريات
وستلقى جثةً خاويةً من الحياة
كالكلب المسحوق على قارعة الطرقات!
بعض القلوب لا تتماثل للشفاء
إنها تدمن مأساوية الداء،
إنها تؤمن بالأكذوبة رغم العناء
إنها تحيَّا على أمل الحبّ حتى الانتهاء!"
خولة يا غزالة الصحراء... خولة يا ظبية البيداء...
خولةُ وما أدراكِ يا خولة ما تعنيهِ ألحاظك الحوراء،
لشاعر ضرير الروح يحلم بنجمة في قنينة الظلماء!