وتجرحني رماح أهدابٍ كأنها قطر الندى
أيرتوي الظمآن منها لو وهلةً
أم يقتفيها كالسراب بلا هدى؟!
ذبيح على محراب أحداقها،
لكأنما نذرت الروح قرباناً للسدى!
لا تفكُّ إساري وتحرمني رحمة الردى
ولو أصدأ الزمان سلاسل قيدها
شكوت لها وهن أغلالها
فهي الأحبَّةُ والعدى؛
تالله ما فتئت أذكرها حرضاً
كأن القلب وارثها
عمري لها الفدى!
أنا يعقوبها
تبيضُّ عيناي من شوقٍ لها
وتعافني يا لوعة الروح
لكأنما كنت بعينيها القذى!
لهفي عليها يا حادي العيس
وعلى عمرٍ ضاع سدى
هي الأيامُ قوافل تتهادى
تقتفي أجراس خلخالها
وبقاياً من عطرٍ ثمل الشذى؛
تلاحق أطيافها عبر أزمان من الردى
وفي جحيم الصحارى
وغابة الأخلاقِ... بلا هدى
هي المواسم والسنوات
جحافلُ تهرولُ خلفها حيارى
وتخبو أنجماً وتقبرُ أسرارا
تطارد غيمةً لا تمطر غير الجفا والأذى
لبثت أعواماً أعوي هواها
كمثل ذئبٍ يعوي المدى
فلا تجيب ندائي
ولا يعيد النبضُ منها الصدى!
لقد تركتني دمعاً مدرارا
فأعوي... وأعوي... وأعوي
ذئباً ينطفئ أقمارا!
ولا يعيد النبضُ منها الصدى!