يوماً من الأيام سوف أنساها
وأنسى أنها كانت مدائن حزني وقراها
أكفُّ عن تعاطي حبها وعقاقير مناها
ولا أطوف حول أطيافها ولا أقتفي خطاها
وتسقط كواكبي رماداً من مجرات ذكراها
لا أثمل كالمجنون في حانة سحرها،
وتمسُّ العفونةُ الخضراءُ أشباح هواها!
يوماً من الأيام سوف أنساها؛
لربما يوماً من الأيام تلقاني وألقاها
فلا تفترسها عيوني
ولطالما كانت تجنُّ من رؤياها!
ولربما يكتب لي أنَّ ألدغها بسموم جفاها
فتبكي كزهرةٍ تمطر الندى
دون أنَّ أكترث بلآلئ بكاها!
يوماً من الأيام سوف أنساها؛
لربما يوما من الأيام تهواني فأمسي مناها!
تبحث عني من دون جدوىً في أزقة عمرها
وتراني معجم الأحلام كما كنت أراها
بيد أني سأكفر بها يومئذٍ وأمضي
لأقبر قلبي بأحضان سواها...
يوماً من الأيام سوف أنسى من أكون
فتنتهي تلك البراءة التي كنتُ أحياها
لا أحنُّ إلى الهوى
ولا أتوقُ لنجمةٍ لا أراها؛
نجمةٍ وددتُ لو تأفلُ من آثام يدي... يا لغربتي!
وأنا أموتُ محترقاً في رماد ثراها
يوماً من الأيام سوف أنساها!
حتماً سأنساها… حتماً سأنساها...