مازلت أذكر رغم تعاقب الأزمان، والسقوط اللامتناهي في بئر النسيان، حسرة باجيو أمام عدسات الإنسان، مطأطِئ الرأس يندب حظَّهُ، مثل محاربٍ محكومٍ بالخسران، في مشهد عميق الجروح، يمثل انكسارة الروح؛ مسحوقةً تحت مطارق الحرمان!
لأنهُ لم يصمد للأخيرِ في ساح الميدان، تذهب أدراج الرياحِ ما قدمتهُ القدمان، من سحرِ الفنّ الكرويّ الألحان، وأهدافٍ ما كانت أبداً في الحسبان، وتنقش على أسوار الفاتيكان: "سيغفر الله للجميع إلا باجيو"؛ لن ينال من الربّ الغفران!
باجيو، يا ذيل الحصان المقدس، ماذا فعلتْ في عتمة الأمس، حتى أصبت باللعنةِ ووصمت بالنحس؟! باجيو، أيها البطل المهزوم، لن تشرب نخب الانتصار ساطعاً كالنجوم، فمصيرك المحتوم، أن تجرع في الخاتمةِ مرارة الكأس!
باجيو، أيها الملك المحروم من تقلّد التيجان، أهدرت ضربة جزاءٍ لا تقدرُّ بأثمان، فأصبح كلُّ شيءٍ كأنهُ ما كان، في لحظة أسقطتك بعيون الطليان، وأسقطت القداسةَ من ذيل الحصان؛ تاريخٌ مختزلٌ في صورةِ أحزان، وكابوسٌ يطاردك بكلّ زمانٍ ومكان، يعتم بظلالهِ السودِ مسيرةً تخلبُّ الأذهان!
أن تصنع الكثير من المستحيل أمام الأنام، كرجلٍ خارقٍ في عالمٍ من الأقزام، وجراء خطأ صغير كالتواء الأقلام، يُهدَمُ كلُّ ما شيَّدتَ من أحلام، كتأثير الدومينو تتساقط الأماني العظام؛ تُقتلُ فراشات الروحِ أجنَّةً في شرنقة الأوهام!
باجيو، معشوقاً ومذموماً في ذات الآن، مقدساً وملعوناً في ذاكرة الشعوب والأوطان، أيُّ جرمٍ اقترفت في ماضي الأزمان، لتحفر الدموع على أسوار الفاتيكان: "سيغفر الله للجميع إلا باجيو"؛ لن يحظى بنعمة الغفران؟!