عدد الابيات : 49

طباعة

أسدَيتِ نصحَكِ طيِّبَ الأفكارِ

فمضى الرشادُ بسيِّيء الأخطارِ

يا ربة الفهم الصحيح تحية

مشفوعة بالود والإكبار

لمَّا أتتْكِ بُنية مقهورة

من صُنع زوج ظالم مكار

وسمعتِ منها دون قطع حديثها

فاسترسلتْ في ذِكْر كل ضِرار

صدَمَتْكِ بالأخبار صِحَّتها فقط

عند المليكِ الواحد القهار

وكأنما الزوجُ استباحَ ودادَها

وطغى عليها دون خوف الباري

ذكرتْه بالأوصاف يُخجلُ ذِكْرُها

وبدون تقدمةٍ ولا إنذار

عابتْه في دِق الأمور وجِلها

نعتتْه بالمستهتر المهذار

واستعظمتْ ما كان أنزله بها

من سييء الأحداث والأغيار

وأضافت الشيء الكثير على الذي

جاء الحليلُ مِن الأذى والعار

حتى استغاثَ الكل من أفعاله

وأذاه طال الأهلَ قبل الجار

والأم لم تُوغِرْ بقول صدرَها

بل رحَّبت معها بأخذ الثار

ما كذبتْها في الذي جهرَتْ به

كلا ، ولم تكُ في الكلام تُماري

بل سلمتْ بحديثها وبكائها

وشكاتها وبدمعها المِدرار

وتظاهرتْ بالوَجد في مأساتها

ورَجَتْ سلامتها من الأكدار

هي أبدتِ التصديقَ رغم تزيُّدٍ

أبدتْه نبرة كيدها المتواري

وتصنعتْ أن تستجيبَ لمطلب

أملتْه طائفة من الأفكار

لمَّا يُقِر به مُعاقِر خمره

كلا ، ولا هو مَطلبُ الخمار

وزبائنُ الحانات ما نطقوا به

حاشا ، ولم يذكرْه أهلُ البار

القتلُ أبشعُ ما يكونُ جريمة

مهما يكنْ من طاريء الأعذار

إزهاقُ روح الزوج هل ذا منطقٌ؟

هل موتُه خيرٌ لأهل الدار؟

لكنَّ أمَّاً فكرَتْ في بنتها

وتعاطفتْ ، مِن أجل ذاك تُجاري

ما جادلتْها لحظة فيما ارتأتْ

كي لا تُحَرِّق بنتها بالنار

قالت: لديَّ السُّمُّ يُزهِقُ رُوحَه

بقضاء رب الناس والأقدار

لكن عليكِ ببرِّه وبوُدَّهِ

لتكونيْ في مَنأى عن الأنظار

والملحَ أعطيتِ البُنية خُدعة

وتلطفتْ زوجٌ بكل يَسار

وإذا المعاملة احتفتْ بوقارها

يسمو التعامُلُ عالياً بوقار

وسَبتْ بإحسان فؤادَ حليلها

لمَّا يعُدْ في البيت بالجبار

فإذا به يُمسي ويُصبحُ طيباً

لمَّا يَعُدْ بالمجرم الغدار

يرعى الجوارَ ، وليس يَخفرُ لحظة

وهو الذي لم يَعتبرْ بجوار

يحمي الذمارَ ، ولا يُهينُ حليلة

يرجو ثوابَ الراحم الغفار

فأتتْكِ يَسبقها سرورُ فؤادها

ودموعُ عينيها كما الأنهار

والحزن يُلجمُ وجنتي غدَّارةٍ

قتلتْ برش السم في الإفطار

فأرحْتِها من شر طارقة الأسى

وجهرتِ بالبُشرى بلا إضمار

وسألتِ ماذا تطلبين أيا ابنتي

أفشي إذن ما غابَ من أسرار

قالت: أريد الزوجَ حياً ، إنني

أصبحتُ أحسبُه من الأخيار

أخشى أكونُ قتلتُه بترصُّدٍ

مع سبق ما أخفيتُ من إصرار

فبذلتِ بُشرى للبُنية أشرقتْ

شمساً تُباغتْ ليلها بنهار

إذ قلتِ: لا لم تقتُليه أيا ابنتي

فلتهنئي بحلول الاستبشار

لمَّا يكُنْ مسحوقنا السُّمَّ الذي

يُردي ، ويُنهي باقيَ الأعمار

بل كان مِلحاً ليس يَقتُلُ آكِلاً

هذي وربي خِيرة الأفكار

السُّمُّ أنتِ إذا تعمَّدْتِ الأذى

فأذاكِ يُعقِبُ شؤمَ كل خسار

السُّمُّ يأتي مِن نشوزكِ قاتلاً

مُتوشحاً مَنظومة الأوزار

السُّمُّ إن عاندتِ دون مُبَرر

والعِندُ ليس طبيعة الأبرار

كوني له أمَة لتسبي قلبَه

فلكَمْ سبَتْ مُهجَ الرجال جَواري

لا تُسْمِعيه من الكلام قبيحَه

بل ناوليه القولَ كالأشعار

أنا قد نصحتُكِ ، إنْ قبلتِ نصيحتي

جَنبتِ نفسَكِ بُؤسَ كل شَنار

وعليكِ مِن رب الأنام سلامُه

ما زارَ نحْلٌ مَشتلَ الأزهار

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة