الديوان » أسامة محمد زامل » علّمتني الحياة

عدد الابيات : 39

طباعة

علّمتني وكلُّ علمٍ خلا منْ

 علمِها في منازلِ الغيبِ قابِعْ

علّمتني والبحرُ في علمِها ما

 زادَ عن حرفٍ في ألوفِ المراجِعْ

علّمتني والسّطرُ من علمِها إنْ

 يبتغِ الله فهْو للعلْمِ جامِعْ

والذي أبكى القلبَ من علمِها أنْـ

 فعهُ للثّــــبْتِ الحليمِ المُتابعْ

وهو يا سائلِي لهُ لمزيدٍ

 من جداها وعلمِها خيرُ دافِعْ

وهْو حينَ يُغريْ البلايا نصيبٌ

 كي تَوالى تلقاهُ لليأْسِ رادِعْ

علّمتني الحياةُ ألا أقاطعْ

 وطنًا شيّبت صباهُ الفواجِعْ

ما صدقناهُ حين قُلنا بأنّا

 ما ابتعدْنا إلا لنفعٍ ونافعْ

ما انتفعْنا ولا نفَعْنا وما عدْ

 ناهُ إلّا والقلبُ في الإرثِ طامِعْ

فقرأنا على الشواهدِ: أنِّي

 لكمُ يوم اللهِ يا وُلْدُ شافِعْ

علّمتنيْ الحياةُ ألّا أدافعْ

 عنْ قضايا مِن صُنعِ غربٍ يخادِعْ

لو سألتَ الأوجاعَ من أينَ تأتيْ

 حلَفَتْ أنّ الغربَ أصلُ المواجِعْ

إن نسينا فالكِبْرُ في صدرِهِ لمْ

 يُشْفَ من حقدٍ خلَّفتْهُ الوقائِعْ

فيرى حال حقدِهِ أنّه ما

 انفكّ مغلوبًا في حسابِ المواقِعْ

ويرى حال يأسِهِ أنّه المهـ

 زومُ لا ريبَ في صراعِ الشرائِعْ

ويرى دونَ كِذْبهِ أنّه المنــــْ

 صورُ لا نحنُ في ارتكابِ الفظائِعْ

ويحَ شرقٍ ما عادَ يذكرُ أنْ لو

 لاهُ ما كانَ الغرْبُ في الغرْبِ واقِعْ

حربُنا عدلٌ حربُهم باطلٌ والـ

 الحقدُ في صدرِ الغربِ ماانفكّ جائِعْ

علمتني الحياةُ ألّا أمانعْ

 إنْ تُحطْ أمٌّ ابنَها بالموانِعْ

وثِقتْ بي أمّي فغافلتُها واخْــ

 ترْتُ نارًا وقلتُ في الغدِ راجِعْ

أحْرقتني النيرانُ والأمُّ فردوْ

 سٌ يناديْ والكفرُ بيْ غيرُ سامِعْ

مرَّ يومي والليلُ أدنى أيُرْجىْ

 صفحُ أمٍّ والراسُ بالشيبِ ساطِعْ؟!

غفرَتْ أمّي كلّ ذنبٍ فأقسمْـ

 تُ بألّا أعودَ إلّا كراكِعْ

فليطِعْ أمّه الذي يبتغي الفرْ

 دوسَ دارًا وليتني كنتُ طائِعْ

علّمتني الحياةُ ألا أطاوعْ

 غيرَ قلبي ما عاشَ لله خاشِعْ

كم عليهِ غلَّبْتُ عقلًا لدنيا

 هُ انحنى همُّهُ قمامُ الشوارِعْ

لا القمامُ الذي تمنُّ بهِ أغـ

 نى ولا بتُّ ليلةً غيرَ جائِعْ

علّمتني الحياةُ ألّا أصانعْ

 زمنًا روّضتْهُ كبرى الفواجِعْ

يمتطيهِ العبيدُ بغلًا وأعجِبْ

 بزمانٍ بهيئةِ البغلِ قانِعْ

همّهُ همُّهُمْ وأفعالُهُ أفـــ

 عالُهمْ والتّلمودُ شرُّ المراجِعْ

وأنا إذ أراهُ يهوي أمامي

 للمواضي أصيرُ وحدِي المضارِعْ

علّمتْني الحياةُ ألّا أراجعْ

 باغيًا في سردِ الأكاذيبِ بارِعْ

لم يكنْ يومًا الكلامُ جمالًا

 كانَ أم قُبْحًا للسّفيهِ برادِعْ

إنْ تناسيتَ أمرَه قيلَ بائعْ

 وإذا ما كتَّمْتَ أمسيتَ خانِعْ

فليكنْ وجهُه دليلكَ بينَ ال

 ناسِ إنْ شاءَ مثلُه أنْ يُقارِعْ

علّمتني ألّا أعلّي الأمانيْ

 ببوادٍ في رملِها الغربُ زارِعْ

تربُها رخوٌ رملُها مع رياحِ ال

 غربِ يجريْ والوهمُ لا ريبَ واقِعْ

إنّما تعلو الأمنيات بأرضٍ

 تربها للذي ابتنى الأهلُ رافِعْ

لا بأرضٍ ترابُها في بلايا

 تدهمُ العُرْبَ منذ قرنين ضالِعْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أسامة محمد زامل

أسامة محمد زامل

102

قصيدة

اسامة ,محمد صالح, زامل ، شاعر فلسطيني غزيّ من مواليد مدينة حمص في سورية، حيث ولد في العام 1974، انتقل مع أسرته للعيش في غزة في أواسط ثمانينيات القرن الماضي، وفي العام 1992 أنتقل للعيش في مدين

المزيد عن أسامة محمد زامل

أضف شرح او معلومة