أَوْفِ عَهْداً بِالْوِدادِ 

وَارْوِ عِرْقاً بِالْفُؤادِ 

وَازْرَعِ الشَّمْسَ لَهيباً 

فَالْأَماني في اتِّقادِ 

فَرِّحِ الرُّوحَ بِوَعْدٍ 

فَالْهَوى بِالسَّعْدٍ بادِ 

ثَمَّ لِلنَّجْوى بَصيصٌ  

وَالْلِّقا خَيْرُ مُرادِ 

حَيِّ أَصْحابَ الْمَعالي 

حَيِّ مَنْ لِلْعِرْضِ فادِ 

وَاكْظُمِ الْغَيْظَ بِحِلْمٍ 

وَتَواضَعْ بِاعْتِدادِ 

أَبْدِلِ الْبُغْضَ وِئاماً 

وَارْجُ خَيْراً لِلْعِبادِ

وَانْثُرِ الْعِطْرَ رَبيعاً 

وَامْلَأِ الدُّنيا وَنادِ 

لَنْ يُضامَ الْحُرُّ يَوْماً 

وَقْتَ عَرْضٍ وَاحْتِشادِ 

يَوْمَ يَهْتَزُّ فَؤادٌ 

في مآبٍ لِلتَّنادي 

أَكْرَمُ النَّاسِ قُلوبٌ 

طَبْعُها صَرْفُ الشِّدادِ 

أَهْوَنُ الْأَمْرِ ثَباتٌ 

قَبْلَ بَعْثٍ مِنْ رُقادِ 

وَيْحَ مَنْ ضَلَّ سَبيلاً 

غَطَّ دَهْراً بِالْعِنادِ 

كَمُقيمٍ في سَفاهٍ 

ما لَهُ في النُّصْحِ هادِ 

مَسَّهُ ضُرٌّ فَأَمْسى 

هائِماً في كُلِّ وادِ  

حاضِنُ الْجَهْلِ خَصيمٌ 

إِذْ تماهى في التَّمادي 

مَيِّتٌ يَحْيا بِزَعْمٍ 

ما لِوَقْتٍ مِنْ نَفادِ 

سَلَّ سَيْفَ النَّكْثِ عَمْداً 

دَسَّ كَيْداً في الْعِمادِ 

ماجَتِ الْأَرْضُ وَهاجَتْ 

بَيْنَ قُرْبٍ وَبُعادِ 

كَرْكَراتٌ وَابْتِسامٌ 

وَارْتِجافٌ في السُّهادِ 

نائِباتُ الدَّهْرِ أَعْيَتْ 

أَهْلَ عِلْمٍ وَاعْتِقادِ 

خَطْرَةُ الْبَرْقِ تَوالَتْ 

بِاضْطِرابٍ وَارْتِعادِ 

راتِعُ الْعَيْشِ قَليلٌ 

وَقَضاءُ اللهِ بادِ  

بَلَغَ السَّيْلُ زُباهُ 

فَتَزَوَّدْ بِالْمَبادي 

أَقْلَقَ النَّفْسَ هُيامٌ 

أُرِّقَتْ عَيْنُ الْعِبادِ 

مَنْ لِوَجْدٍ غَيْرُ حَرْفٍ 

قَدْ تَبَدَّى بِالْمِدادِ 

لَذَّةُ الْعِشْقِ تَجَلَّتْ 

فَانْتَشَتْ كَلُّ الْبَوادي

أَيُّها الْحِبُّ رُوَيْداً 

كَيْفَ تَسْلو بِاعْتِدادِ 

صُبَّ جامَ الشَّوْقِ فينا 

حانَ وَقْتٌ لِلْحَصادِ 

وَاسْقِني مِنْ عَذْبِ ريقٍ 

لَيْسَ إِلاَّكَ مُرادي 

وَارْتِقِ الرُّوحَ بِضَمٍّ 

كَمْ شَدا بِالسِّحْرِ شادِ 

واصِلِ الْهَطْلَ وَزَوِّدْ 

بِالنَّدى أَرْضَ الرَّشادِ 

والِهاتُ الطَّرْفِ طافَتْ 

في عَرينِ السِّنْدِبادِ 

في الشَّرايينِ ارْتِعاشٌ 

حَلَّ قَلْبي مِنْ جَمادِ 

لا تَلُمْني في هَوى مَنْ 

رَدَّ قَلبي مِنْ رَمادِ 

حَسْبُ خِلٍّ مِنْ هَواهُ 

بَعْضُ وَصْلٍ في السَّوادِ 

إسراء حيدر محمود