عدد الابيات : 32

طباعة

قِفي قليلاً فإنّ الحيَّ يبكيـني

حتى أُوَدِّعَ أزهارَ الرّياحينِ

مِنْ بُؤسِنا قدْ تَغَرَّبْنا بموطِنِنا

وما وصَلْـنا إلى تلكَ العـناوينِ

من جهلِنا نطلُبُ الأدنى ونأخذُهُ

ولا نسيرُ إلى جنْبِ السّلاطينِ

هذي جراحُكَ يا هارونُ نازِفةٌ

والناسُ تحسُدُ بغداداً بهارونِ

يقولُ لي أنتَ أغلى الناسِ يخدعُني

وثمّ يطـعَنُ قلبي بالسـكاكينِ

وثمّ يطلبُ مني أنْ أُصَـدِّقَهُ

كذاكَ يفعلُ أيضاً كلُّ مجنونِ

لولا الدنانيرُ ما سيمَتْ قصائدُنا

ولا أُريقتْ دِمانا في الدّواوينِ

تقوى الضفادِعُ بالدينارِ صاغِرةً

والفقرُ يقطعُ أنيابَ الثّعابينِ

قفي قليلاً لعلّ الصيفَ يحْمِلُني

إلى التي خلّصَتْني مِن شَياطيني

خذوا لخولةَ قلبي أينما سَكَنَتْ

فقد ترِقُّ لقلبٍ غيرِ مَـسْـكُونِ

فكم وهبتُ لها نفسي لتذكُرَني

وكم أُريها أسى روحي لتَشْفيني

وكم أُصارعُ ظني ثم أصرعُهُ

ويندمُ القلبُ حيثُ الظنُّ يُسْليني

وكم اُخاطبُ موجَ البَحْـرِ مُضطرِباً

والموجُ يسبحُ في عيني لـيُغريني

وأنتِ يا روعةَ الدّنيا وروضتَها

نهرٌ إذا جفّ قلبي لن يُروّيني

أخشى من الليلِ دقـاتٌ تُرافِقُهُ

أقسى على القلبِ من ضربِ البراكينِ

ولستِ تأتينَ كي تصفو سرائرُنا

ولا السرائرُ شاءتْ أنْ تـُصافيني

حبيبتي كيفَ لا تستاءُ مَمْلَكتي

ولستِ تنوينَ يوماً أنْ تزوريني

قد كنتِ تحتَ ظلالِ الآسِ نائمةً

وكنتُ أرمي بأنفاسي لتأتيني

عوّدْتِني أنْ أعيشَ الحُزنَ من صِغـَري

وأنْ أنوحَ على تلكَ الرّياحينِ

وأنْ أُسايرَ حتى الموتَ مبتسِماً

ولا أُضجِّـرَ أوقاتي بتخمينِ

ولا أعودَ لأبكي طولَ فرقتِها

ولا أروحَ لانسى مَنْ  يُـلاقيني

ومِنْ سذاجةِ أيامي وخِسَّـتِها

أنْ أنْزَلَتْني على قومٍ بلا دينِ

يا مَنْ ببغدادَ أصبحتُمْ لنا أملاً

ليتَ الليالي على بغدادَ تُلقيني

كم ينقلونَ لنا مِن قولِكم صوراً

تكادُ تَخْطَـفُ أحلامي وتُبْقيني

لو كانتْ السُّرُرُ الحمراءُ ترفـِضُني

فليلةٌ في رُبى التقبيلِ تكْفِـيني

أو كانَ واقِعُـنا حقّـاً سيجمَعُنا

فجرِّبيني ولكنْ لا تَسُبِّيني

ما كنتُ أفْرِضُ أوراقي على أَحَدٍ

ولا ضرَبْتُكِ إلاّ أنْ تُحِـبِّيني

لو كنتِ تعترضينَ الحبَّ فابتَعِدي

عندي مِنَ البِيضِ ما لو مِتُّ يُحييني

أو كنتِ أصْرَرْتِ إلاّ الحربَ فانتصِري

فلا أُحاربُ أُنثى دونَ تكويني

إني أُحِبُّكِ لا يخفى على أحدٍ

شوقي ولكنني باقٍ على ديني

ومِنْ صِفاتي التي جارتْ على قِيَمي

أني أُطالعُ ما تحتَ المضامينِ

فقدْ أُطالعُ ما تُخفينَ مِنْ حِيَلٍ

وقد أُصوِّرُ شخصاً لا يُلاقيني

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن وحيد خيون

وحيد خيون

52

قصيدة

-ولد عام 1966 في جنوب العراق سوق الشيوخ -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين -صدرت له الدواوين التالية: 1-مدائن الغروب .. 1988 بغداد 2-طا

المزيد عن وحيد خيون

أضف شرح او معلومة