الديوان » محمَّد سند الشمَّري » اطيلي استراق السمع بعض دقائق

عدد الابيات : 53

طباعة

أطيلي استراقَ السمعِ بعض دقائقِ

وهاتي الهوى العذريَّ ياابنة طارقِ 

وكوني كرحلٍ مسَّه الشوق في الدجى

فأضحى بفضل الشوق غير مفارقِ 

فمن باب أنَّ الوصل يحلو لأنَّهُ

يخفَّفُ بعض الهمِّ عن حمل عاتقي 

كما إنَّني في العشق رهنُ إشارةٍ

عجولٌ كما فعل الغلام المراهقِ 

فلا تنهري قلبي الذي هو سائلٌ

وصالاً  إلى ذات الثغور البوارقِ 

ولا ترشقيني نظرةً بعد نظرةٍ

فأنكى صدود الطرف حدُّ التراشقِ 

أنا الصبُّ مِن وقع الغرام معذَّبٌ

ولي لوعةٌ كبرى وزفرةُ عاشقِ 

ولي خافقٌ يشجوه نوح حمامةٍ

ألا يا حمام الروضِ رفقاً بخافقي 

فتىً يسبق الفتيان في حدِّ ذاتهِ

هو السامق المفضال وابن السوامقِ 

إلى غاية المجد المؤثَّل ماضياً

ومنصاع ماخلف الجبال الشواهقِ 

وما زادني عِفَّاً وجدَّكِ إنَّني

الى حبوة الأزلام ليس بلاحقِ 

تجرَّعتُ كأس الصبر من أجل غايةٍ

فأن متتُ أو قد عشتُ ليس بفارقِ 

أنا الشَّمًّريُّ العزم ما لان جانبي

إذا مال حمل الدهر  مافوق عاتقي 

تباريح عيش المرء ليس تهمَّني

على أنَّني يوماً أُدينُ لسارقِ 

وما ذلَّ أبناءُ العراق لمعتدٍ

غشومٍ وما مال الهوى لمنافقِ 

وما نيل منَّي أن أكون مريَّثاً

صبوراً وغيري كالحصان المسابقِ 

وناهيك إنَّ الشعر قد زاد حدَّتي

من الخوض في الآراء فطنة حاذقِ 

كما إنَّني صعبُ المراس وهمَّتي

على موقفٍ عند الشدائد واثقِ 

سخيٌّ كتومٌ  باذلُ الحقِّ مهجةً

صبورٌ شكورٌ عابدٌ غير مارقِ 

ولي كاهلُ الآساد في الليل صاحياً

وما هاد عند الفجر نحو النمارقِ 

وما خفت من يومٍ به قارب الردى

عَبوسِ المنايا لا أبا لك زاهقِ 

وما همَّني الدهرُ الذي هو ظالمٌ

لمثلي فإن الدهر ليس برائقِ 

حيالي على الطبع القديم كما ترى

وطلَّقتها الدنيا على قول طالق 

ألم تنظرِ الوجهَ الكئيبَ من الأسى

لعمرك خلفَ الوجه بعضُ حقائقِ 

أمامي غراب البين مازال ناعباً

له فتنةٌ تُعزى كفتنةِ ناعقِ 

وخلفي أرى أرض السواد خرابةً

بلا أملٍ يُرجى وومضةِ بارقِ 

أيرضيك حالي إن وقفتُ كعاجزٍ

وحولي من العُذَّال ألف منافقِ 

فكم من صديقٍ خانني حين عسرةٍ

وكم من قؤولٍ واعدٍ غير صادقِ 

وأحسنتُ للقوم الذين ترفَّعوا

على صحبة الأمس القريب الملاصق 

وأمَّنتهم نفسي على حين غفلةٍ

كما الذئب في الأغنام دون مرافقِ 

ومازادني الإحسان إلَّا خليقةً

بها المرءُ يعلو فوق كُلِّ الخلائقِ 

إذا كنتَ فرداً والزمانُ قبائلاً

وما لك بدٌّ غير شيب المفارقِ 

ويدعوك صرفُ الدهر أن تسلك الردى

لعمرك لم تفلح إذا لم توافقِ 

فلا حاجةٌ تُقضى بغير مقابلٍ

ولا حبوةٌ تُعطى لغير موافقِ 

ولكنَّني مازلتُ لله قابضاً

على لحيتي قبض الشديد المعانقِ 

فلستُ الذي يرعى النياق لسائسٍ

وإن كنتُ في ظرفٍ من العيش خانقِ 

ولي منزلٌ فوق اليفاع بناؤهُ

به الطيبُ من أذكى طيوب الحدائقِ 

تسنَّى له بعضُ الأمان وصبيةٌ

بهِ مثل حدِّ اللامعات البوارقِ 

اذا ما أراد الدهر للدار مكرهاً

تجلَّى له مثل الخيول العواتقِ 

به الخير يعلو فوق كُلِّ فضيلةٍ

به الحقُّ يسمو فوق كُلِّ الحقائقِ 

بناءٌ مشيدٌ شامخٌ دونه السما

وإن كان سطح الدار ليس بشاهقِ 

وما الدار إلَّا الدار أرضٌ وموطنٌ

وبيتٌ صغيرٌ في شَطون المناطقِ 

هي الأرض عزَّ وانتماءٌ وأهلها

رجالٌ أُباةٌ عن رجالٍ سوابقِ 

ونحن العراقيِّون أصحابُ نخوةٍ

إذا استصرختنا الناسُ بعد المشارقِ 

ذهبنا بجَودٍ يتبعُ الغيثُ قطرهُ

وجدنا كغيثٍ عارم السيل دافقِ 

لنا السبقُ في العلياء حيث مقامنا

بأعلى يفاعٍ دونهُ الشمس فائقِ 

قعدنا على الغيم الذي هو ماطرٌ

على الأرض غيثاً جمَّ دون الخلائقِ 

بحوزتنا أرضٌ كأنَّ ترابها

من اليُمن والخيراتِ حبَّةُ فالقِ 

شمائلنا دار السلام وفعلنا

إذا جدَّ جدُّ الحربِ هدَّةُ صاعقِ 

إذا ما العراقُ الفحل قال مقالةً

فصه ياقصير العمر لستَ بناطقِ 

ألا إنَّنا منذ القديم وطبعنا

حماسة فرسانٍ مروءة نامقِ 

سقى الغيث أرض الرافدين فأنَّها

منارةُ علمٍ ذائع الصيت غادقِ 

حمى الله بغداد السلام وأهلها

فيحرسها من كُلِّ جارٍ مُلاصقِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمَّد سند الشمَّري

محمَّد سند الشمَّري

19

قصيدة

شاعر عربي من بغداد اكتب الشعر منذ نعومة أظافري..

المزيد عن محمَّد سند الشمَّري

أضف شرح او معلومة