أُحاولُ أنسى
فياليتَ أنسى
شقائي عذاباتِ أيّامِنا الماضِيةْ
معي كلُّ ما مرَّ بي في حياتي
على الرُّغمِ من جنّتي العاليةْ
وأختارُ قَهْراً
إلى حالتي حالةً ثانيةْ
أنا لستُ أدري وهذا شقائي
مطاليبَ نفسي أنا ما هيه
وأجهلُ شئٍ على خاطري
مِزاجي وتركيبتي الثانيةْ
أُبدِّلُ في كلِّ يومٍ بلاداً
وفي كلِّ يومٍ أُغيِّرُ مَرْسى
وآوي فراشي وفي كلِّ يومٍ
عروساً من الدّهرِ ألقى وعُرْسا
وبدّلتُ وجهاً وبدّلتُ شكلاً
وبدّلتُ صوتاً وبدّلتُ حِسّا
وغيّرتُ شَعْراً وغيّرتُ قلباً وبدّلتُ رأسا
وقد كدتُ أنسى
فَغَنّى لي الدَّهرُ جَهْراً وهَمْسَا
أصَدّقتَ تنسى؟
فبدّلتُ رأساً وبدّلتُ قلبا
وغرّبتُ شرقاً أحاولُ نسيانَـهُمْ
وشَرَّقْتُ غَرْبا
وبدّلتُ حتى مسارَ الرياحْ
وبدّلتُ لونَ الظلامِ
وبدّلتُ لونَ الصّباحْ
وقد طِفْتُ في بلدةٍ في الشِّمالْ
وفي قريةٍ في الجنوبْ
وحاولتُ أنسى الجراحْ
وأسرَجْتُ ضَوئي هنا
وأطفأتُ ضوئي هناكْ
وأحسَسْتُ أني
تمَكَّنْتُ مِنْ أنْ أُنَحِّيكِ عني
ولو بعضَ حينْ
فغنّى المُغَنِّي
(أنا يا طير ضيّعني نصيبي)
فأمطَرَتِ العينُ ماءً وطينْ
مساكينُ نحنُ
لقد خاننا حظُّنا والنَّصيبْ
وقد حرتُ ما بينَ أهلي أنا
وما بينَ أغلى حبيبْ
52
قصيدة