الديوان » وحيد خيون » حبّاتُ الزجاجِ

عدد الابيات : 37

طباعة

حلاوَتُها تَطُولُ ولَنْ تُطالا

وأحلى أنْ تَكُونَ هيَ المُحالا

بها حُبٌّ لنا لو كانَ فينا

فَتَدْعُونا لها ما قيلَ لا لا

وتَعْصِي حُبَّها عِصْيانَ قومٍ

يرَوْنَ حرامَ فُرْقَتِنا حلالا

نظرْتُ لوجهِها حتى كأني

أرى يَمّـاً يفيضُ دَماً زُلالا

وحينَ تسارَعَتْ دقّاتُ قلبي

عَرَفْتُ بأنني سأموتُ حالا

فكنْ حذِراً بأنكَ بعدَ هذا

تطيرُ بعاصِفِ الدّنيا رمالا

ومثـلُكِ أنتِ تَبْعُدُ دونَ هَجْرٍ

لتـَهْجُرَ قاصداً منها الوصالا

غناكِ على هواكِ على جَمالٍ

قصَدْتُكِ لاغِناكِ بلِ الجَمَالا

إذا ما أسفرَ الناءُونَ عنّا

كفانا أنْ نرى منكِ الخيالا

غدا دربُ البريدِ لنا مداراً

أُنازلُ فيهِ أقماراً نِزالا

أسَرْتُ الشّمسَ في ليلٍ طويلٍ

وصُبْحٍ قد أسَرْتُ بهِ الهِلالا

حَرَصْـنا أنْ نكونَ لها جواباً

وتَحْرِصُ أنْ تظلَّ لنا سؤالا

وقفنا والصَّدى قاسٍ علينا

وما أعطتْ لنا الحرّاسُ بالا

ولو أنّا تجاوَزْنا هواها

لَشُـكَّ بأننا كنّا رِجالا

فمٌ تتناسقُ الأسنانُ فيهِ

كحَبّـاتِ الزُجاجِ إذا تَلالا

وأنفاسٌ تُعطِّرُ ألفَ حيٍّ

سهولا أو هضاباً أو تِـلالا

وقد تجدُ الجبالُ لها سبيلاً

إذا ما كاشَفَ النّهدُ الجبالا

متى مالَ النسيمُ بعودِ وردٍ

لها عُودٌ من النسرينِ مالا

يزيدُ خِمارُها الوَجَناتِ نوراً

لها ما لم تنَلْ بالحُسنِ نالا

كأنّ اللهَ ألزَمَهُنَّ زِيّاً

لكي يعْرِفْنَ يصْطَدْنَ الرِّجالا

وأنتَ ترى النِساءَ مُخدّراتٍ

أشدَّ سنىً وسِحْراً وانفِعالا

لها من حُسنِها لكَ تُرْجُمانٌ

إذا سكَتَتْ كعادَتِهـِنَّ قالا

وإنْ نطَقَتْ فشُغْلُكَ بالثّنايا

أضاعَ عليكَ سمْعَـكَ والمَقالا

وأنتَ تَرُومُ دربَيْها تُلاقي

عُبابَ البحرِ بالضّـفَتَيْنِ غالى

إذا داعَبْتَ في الميناءِ جُزءاً

رأيتَ الماءَ مِن حَدَّيْهِ سالا

لهُ بابانِ بابٌ تحتَ بابٍ

إذا بالغتَ بالمُفْـتاحِ زالا

و زورَقُـكَ القصيرُ إذا تمَشّى

على بُعْدٍ من الضَّـفَتَيْنِ طالا

فلا هذا يُوالي غيرَ هذا

ولا هذا سوى هذينِ والى

وللسُّفُنِ التي أوْدَتْ ببعضٍ

مُداعَبةً وضرباً واحتِلالا

تظنُّ بأنّ معركةً أماتَتـْ

ـهُما لكنّها خَـلَـقَتْ عِيالا

ولو أنّ الغيومَ لها قلوبٌ

أناختْ فوقَ مَنْ أهوى ظِلالا

كأنّ بشَعْرِها والريحُ تجري

خُيولاً شارِداتٍ أو جِمالا

أُحِبُّ عيونَ يَمٍّ وهْيَ تبكي

فقد زادَ الأسى فيها جَمالا

وإنْ ضحِكَتْ فقدْ رمَتِ المآقي

نِصالاً تزدري تَرَفاً نِصالا

وقد تتهيّبُ الفرسانُ حرباً

يكونُ سِلاحُ مَنْ لاقَوْا دَلالا

أُراهِنُ لو يراكِ الصَّخْرُ ينسى

صلادتَهُ ويُنْشِدُكِ ارتِجالا

وما أكبَرْتُ سِحْرَكِ غيرَ أني

لقد أكْبَرْتُ قُدْرَتَهُ تعالى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن وحيد خيون

وحيد خيون

52

قصيدة

-ولد عام 1966 في جنوب العراق سوق الشيوخ -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين -صدرت له الدواوين التالية: 1-مدائن الغروب .. 1988 بغداد 2-طا

المزيد عن وحيد خيون

أضف شرح او معلومة