أغنياتٌ تُمَهِّدُ دربَ الغيابِ
لعلَّ القواربَ تُؤنِسُ نَهرَكَ
تَحمِلُ هذا الضِياءَ لبابِ المحيط
وتُلقي مجاذيفَها
فضَّةٌ وَفَضَاءٌ
رصاصيَّةٌ غُرفتي
باردٌ طعمها يَتَكَوَّرُ تحتَ لساني
نصوصِيَ تَجمُدُ
وَجهي تَكسَّرَ
أسلاكُ صدريَ صَدمَةُ بَرقٍ تُريني غُيومي
وينبُضُ هذا المساءُ أخيراً
يُحيطُ الفراغُ بخاصِرَتي
أُوكسجينُ يُحاولُ تَأثِيثَ عُشِّ القَصيدةِ
وَعيٌ يُجالِسُني
ودمائي تُحَرِّكُها إِبرَةُ الفَخذِ
تَفتَحُ مَرجاً هضاباً وغابة
لِتَسري الأيائِلُ في جسدي
تَستَقِرُّ القِراءَةُ والزِئبَقُ المُتَكاسِلُ
قالَ المُمَرِّضُ:
ضَغطُكَ سِربُ إِوَزٍ يَحُطُّ
ويَجفُلُ من قَلَقِ الريحِ
أُصغي إليه بدونِ حِرَاكٍ
لِيَملأَ روحي مَجَازُ الرَّفيفِ
تَقولُ الطبيبَةُ:
ثَلجٌ يغطي الحديقةَ
هل دثَّرتكَ القصيدةُ يوماً
فبَانَ الهَديلُ بأوَّلِ لَيلِكَ؟
أُصغي إليها بدونِ حِرَاكٍ
وأترُكُ ذاتي يُقشِّرُها غامضٌ أبيضُ
نَغَماتٌ تُحذِّرُ أنَّ القصيدةَ غَابَت
وأنَّ التَّنَفُّسَ صارَ أقَلَّ
فتصعَقُني لتَعودَ الأغاني
وتوحي إليَّ، تَنَفَّس بملءِ الحقول
تَنَفَّس لتكتبَ درباً وغيمة
أعود لوعيي فتسألني:
هل مشيت على الماء حين اتبعت الكراكي
وتلكَ البُحَيرةُ هل كلمتكَ؟
فأُصغي إليها بدون حِراكٍ
لينهض منيَ طيفٌ شبيهٌ بشكلي مصابٌ بِمَسٍ
يحلقُ فوقي يدور ويهذي ويصرخُ فيَّ تنفس تنفس
أعود لوعيي
سنونوتان تَرِفُّ بصدري تُعيدانِ حُلمي
أعيد التورط بالأغنيات وبالكلمات.. بوهم الحياة
بوجه بعيد يُسمّى قصيدة
مستشفى الحوادث برلين 20 ديسمبر 2020
Unfallkrankenhaus Berlin
9
قصيدة