الديوان » أبو الحسنى » أَعِيدَا ذِكرَ زَينَبَ مَا حَيِينَا

عدد الابيات : 86

طباعة

أَعِيدَا ذِكرَ زَينَبَ مَا حَيِينَا

لَعَلَّ الذِّكرَ يُوصِلُ قَاطِعِينَا

إِذَا ذُكِرَ اسمُهَا نَبَضَاتُ قَلبِي

تَهِفُّ تَسَارُعًا مِنهُ أَنِينَا

كَأَنَّ القَلبَ نَارُهُ مِن وَقُودٍ

هِيَ الحَطَبُ الَّذِي بِهِ قَد صُلِينَا

وَنَارُ الشَّوقِ يُنفِرُ عَادِيَاتٍ

لِحَربٍ فِي الفُؤَادِ إِذَا نَسِينَا

وَإِن رَحَا الصِّبَا تُبرِي سَقِيمًا

 فَيَربُو جُرحُهُ دَنِفًا حَزِينَا

وَأَنسَتنِي جِرَاحُكِ كُلَّ جُرحٍ

وَآلَامُ الهَوَى تَبقَى سِنِينَا

جِرَاحُ فُرَاقِكِ لَم تَلتَأِم بِي

وَمِن وَقعِ السِّيُوفِ لَقَد شُفِينَا

أُدَارِي الهَمَّ ثُمَّ الهَمُّ يَأبَى

وَيَفضَحُ مَا بِأَضلَاعِي سَجِنَا

كَأَنَّ الهَمَّ أَحلَفَ سِرَّه أَن

يَصِيرَ لِكُلِّ مَن حَولِي مُبِينَا

كَفَاكِ يَا هُمُومَ الصَّدرِ ضَربًا

بِأَضلَاعٍ قَد امتَلَأَت شُجُونَا

إِذَا مَا نِمتُ ثَانِيَةً فَشَوقِي

يُفَزِّعُنِي عَلَى وَجَلٍ حَنِينَا

وَمَفقُودُ الحَبِيبِ بِغَيرِ رَوحٍ

فَكَيفَ يَبِيتُ مُرتَاحًا سَكِينَا

وَإِن عَطَفَ الجَمِيعُ عَلَى مَثِيلِي

فَزَينَبُ لَن تَحِنَّ وَلَن تَلِينَ

وَصُورَتُهَا مُخَلَّدَةٌ بِقَلبِي

أَرَاهَا فِي جَمِيعِ العَابِرِينَا

رَقِيقٌ لَونُهَا شَامِيَّةُ الخَدِّ

إِليَاسِيِّةُ الأَبدَانِ جِينَا

كَحِيلٌ جِفنُهَا كُوفِيَّةُ القَدِّ

أَندَلُسِيَّةُ الدِّيبَاجِ حِينَا

خَفِيفٌ رَوحُهَا مِصرِيَّةُ الرَدِّ

صَنعَانِيَّةُ الأَخلَاقِ دِينَا

أُحَدِّثُ طَيفَهَا طُولَ اللَّيَالِي

كَأَنَّ الطَّيفَ أَمسَى بِي قَطِينَا

لِمَاذَا اليَومَ أَنتِ تُخَاصِمِينَا

وَلَسنَا عَن هَوَاكِ بِقَاعِدِينَا

أَنَا وَحدِي بِكِ المُشتَاقُ دَومًا

وَكَيفَ يُفِيدُ شَوقٌ عَاذِلِينَا

فُؤَادُ المَرءِ لَا يَهوَى سِوَاكُم

وَكُنتُم فِي هَوَانَا زَاهِدِينَا

إِذَا لَانَ الفُؤَادُ لِطَرفِ عَينٍ

غَدَا فِي الحُبِّ مَقهُورًا مَنِينَا

فَقُم وَاترُك نَسِيبًا أَو بُكَاءً

فَإِنَّ القَومَ دَبَّرَتِ الكَمِينَ

فُضِحتُم بَعدَمَا بِعتُم بِلَادًا

وَأَظهَرتُم لَنَا حِقدًا دَفِينَا

وَمَن أَنتُم بَنِي تُركٍ خَسِئتُم

وَلَا نَدرِي لَكُم أَصلًا وَدِينَا

تَبَرَّأنَا جَمِيعًا مِن بَنِيكُم

وَهُم كاَنُوا يَهُودًا كَاذِبِينَا

وَقُلتُم إِنَّنَا عَرَبًا كِرَامًا

وَكُنتُم بِالأُصُولِ مُدَلِّسِينَا

وَمَهمَا قَد كَذَبتُم وَادَّعَيتُم

أَلَا لَن تُنسَبُوا لِلأَكرَمِينَا

كَرِيمُ الأَصلِ لَم يُنسَب لِغَيرٍ

لِأَنَّ لَهُ رَجَالًا أَجدَرِينَا

أَمَا بِرِجَالِكُم رَجُلٌ شَرِيفٌ

وَأَن لَهُ تُنسَبُونَ مُفَاخِرِينَا

أَسِلسِلَةُ الرِّجَالِ طُوَت عَلَيكُم

أَمِ التُبِسَت بِجَهلِ النَّاكِحِينَا

وَمَا هِيَ أَرضُكُم بَل قَبرُكُم ذَا

وَلَسنَا اليَومَ غَيرَ الدَّافِنِينَا

فَإِن عُدتُم لَهَا عُدنَا بِجُندٍ

وَأَكفَانٍ لِكُلِّ المُفسِدِينَا

بِطَيرٍ مِن سَمَاءِ اللهِ نَأتِي

وَنَقذِفُ فَاجِعِينَ وَمُفجِعِينَا

بِرَجمٍ لَنَا طَيرٌ أَبَابِيلٌ

يَصِيدُ الظُّلمَ مُنهَمِرًا مُهِينَا

وَأَسلَحَةٌ لَنَا بَرًّا وَبَحرًا

نُبِيدُ بِهَا وَلَسنَا آسِفِينَا

تُرِيهُم مِن جَحِيمِ النَّارِ تِترًا

إِذَا الأَقوَامُ قَد وَهَمُوا الظُّنُونَا

نَرُدُّ مَظَالِمَ الدُّنيَا بِحَقٍّ

وَنَثأَرُ مِن جَمِيعِ الظَّالِمِينَا

وَمَن أَنتَ ابنَ بَازٍ كَيفَ تُفتِي

وَلَستَ تَعِي الَّذِي أَفتَيتَ فِينَا

وَبِئسَ الحُكمُ حُكمُكَ فِي العِرَاقِي

حَكَمتَ عَلَيهِ كُفرَانًا مُبِينَا

وَكَيفَ تَقُولُ ذَاكَ عَلَيهِ جَزمًا

وَيُؤمِنُ ذَا بِرَبِّ العَالَمِينَا

وَكَيفَ تُحِلُّ قَتلَ المُسلِمِينَا

وَكَيفَ بِكَافِرٍ أَن نَستَعِينَا

دَمُ القَتلَى جَمِيعًا فِي قَضَاكَ

وَمَن وَالَاكَ دَفعًا أَو مُعِينَا

أَنَا ابنَ عَنَانَ سُمُّ الكَافِرِينَا

مَتَى ذَاقُوهُ كَانُوا الهَالِكِينَا

عَلَى السَّاحَاتِ سَفَّاكٌ جَسُورٌ

مُبِيرٌ لَا أَهَابُ بِهَا الحُصُونَا

بِنَا عَطَشٌ أَمَامَ دَمُ الأَعَادِي

كَأَنَّا بِالبَيَادِي مَا سُقِينَا

وَمَاءُ البِئرِ مَا لَهُ بِي مَذَاقٌ

دَمُ الكُفَّارِ أَطعَمُ مَا رُوِينَا

ألَا قُم وَاردِمِ الآبَارَ عَنَّا

أَلَا قُم فَاسقِنَا الدَّمَ وَالوَتِينَا

تَرَانَا بِالوَغَى لَسنَا نُبَالِي

أَنَحيَا أَو نَمُوتُ مُرَابِطِينَا

وَمَهمَا ضَلَّ مِن قَومٍ فَإِنَّا

عَلَى الإِسلَامِ نَبقَى قَابِضِينَا

هُوَ الإِسلَامُ دِينُ اللهِ صِدقًا

وَأُكرِمنَا بِخَيرِ المُرسَلِينَا

وَسَيِّدُ آلِ إِسمَاعِيلَ أَعلَى

الوَرَى قَدرًا وَأَطهَرُهُم عَجِينَا

أَلَا صَلَّى عَلَيَهِ اللهُ صَلَّى

مَدِيدَ الدَّهرِ طُولَ الآبِدِينَا

كِتَابُهُ صَارَ مُعجِزَةً أَصمَّت

فُحُولَ بَيَانِهِم والسَّامِعِينَا

وَإِن لَم تَفقَهُوا لُغَةَ المَعَانِي

لِمَا تَأتُونَ فِيهِ مُجَادِلِينَا

أَلَم تَرَ أَنَّ قَولَ اللهِ بَاقٍ

وَقَولُ اللهِ فِي القُرآنِ صِينَ

وَإِنَّا نُخبَةُ العَرَبِ اصطُفِينَا

قُبَيلَ وَبَعدَ بَعثِ الوَحيِ فِينَا

وَكُنَّا مِن نِزَارٍ خَيرَ صُلبٍ

بِنَا أَضحَى لِسَانُ العَارِبِينَا

إِلَى مُضَرٍ نُسِبنَا ثُمَّ فِهرٍ

وَجَاءَ لَنَا الجَمِيعُ مُبَايِعِينَا

وَإِنَّا شُعبَةٌ لِأَبِي هَصِيصٍ

وَمِن كَعبٍ نَسَلنَا سَائِدِينَا

وَقَد خَرَّت بِإِذعَانٍ وَذُلٍّ

لِأَيدِينَا الجِبَاهُ مُقَبِّلِينَا

وشُرِّفنَا بِسُكنَى البَيتِ حَقَّا

وَبِتنَا سَادَةَ البَلَدِ الأَمِينَا

سَقَانَا اللهُ زَمزَمَ مِن يَبَابٍ

وَأُطعِمنَا تُمُورًا فِي المَدِينَا

وَآوَانَا بِهَاجَرَ حِينَ هَجرٍ

وَخُلِّفنَا بِطِيبَةَ مُسلِمِينَا

كَمَا دَانَ الجَمِيعُ لَنَا قَدِيمًا

فَفِي الإِسلَامِ بِتنَا الحَاكِمِينَا

وَمَا سُدنَا بِظُلمٍ بَل بِحَقٍّ

وَمَكرُمَةٍ لَنَا تُعلِي الجَبِينَا

وَنَحنُ إِذَا تَحَدّثنَا صَدَقنَا

وَإِن جُعنَا جَلُدنَا صَابِرِينَا

نَجُوعُ وَلَا يُجَاعُ لَنَا جِوَارٌ

وَنَسهَرُ كُلَّ يَومٍ مُطعِمِينَا

وَلَم يُغلَق لَنَا بَابٌ وَدَارٌ

إِذَا بِتنَا بِوَجهِ الطَّارِقِينَا

حَفِظنَا عَهدَ أَيَّةِ مَا عَهِدنَا

وَلَم نَنقِض ذِمَامًا أَو يَمِينَا

وَمَا سَادَ الرِّجَالُ بِغَيرِ فَضلٍ

وَقَد حَقَرُوا إِذَا أَبدُوا المُشِينَا

وَأَنتُم يَا بَنِي صُهيُونَ سُؤتُم

وَلَيسَ بِخَيرِ شَعبٍ مَن غُوِينَا

وَلَو عِشتُم طِوَالِ الدَّهرِ سَعيًا

فَلَن تُضحُوا لِأُورَ الوَارِثِينَا

وَقَومُ مُحَمَّدٍ هُم وَارِثُوهَا

وَمَن لِلأَرضِ غَيرُ الصَّالِحِينَا

وَقَد أَعلَاكُمُ اللهُ انتِصَارًا

بِأَموَالٍ وَزَوَّدَكُم بَنِينَا

وَأَعطَاكُم بِلَادًا فِي أَرَاضٍ

تَوَارَت خَلفَ بَحرِ الأَطلَسِينَا

وَسَوَّدَكُم عَلَى الدُّنيَا جَمِيعًا

وَكُنتُم أَمسِ فِيهَا صَاغِرِينَا

ءَأَحسَنتُم وَقَدَّمتُم شُكُورًا

أَمَا سِرتُم إِلَيهَا مُفسِدِينَا

أَلَم تُفشُوا فَوَاحِشَ كُلَّ إِثمٍ

وَبِالنَّعمَاء صِرتُم كَافِرِينَا

وَقَدَّمتُم لِغِيرِ اللهِ قُربًا

وَكُنتُم رُسلَ إِبلِيسَ اللَّعِينَا

بِنَفسِهِ قَد زَهَا عُجُبًا وَكِبرًا

وَقَالَ أَمَا أَنَا خَيرٌ عَجِينَا

وَأَنتُم مِثلُهُ عُجُبًا وَكِبرًا

وَأَهلُ الكِبرِ يَغدُو هَالِكِينَا

فَحَقَّ القَولُ سَاعَتَهَا عَلَيكُم

وكَانَت حُجَّةً فِي الآخِرِينَا

بَنِي صُهيُونَ مَهمَا قَد مَكَرتُم

فَإِنَّ اللهَ يُخزِي الكَائِدِينَا

وَمَكرُ المَاكِرِينَ يَزُولُ حَتمًا

أَلَيسَ اللهُ خَيرَ المَاكِرِينَا

وَمَن دَسَّ الدَّسَائِسَ فِي ظَلَامٍ

فَنُورُ الصُبحِ يَقشَعُهَا يَقِينَا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو الحسنى

أبو الحسنى

35

قصيدة

أَبُو الحُسنَى: هو مصطفى بن أيمن بن جودة بن عمر بن مصطفى العناني العُمَري العدوي القرشي، المولود يوم الإثنين الموافق التاسع من شهر رجب سنة ١٤٢٣ ثلاث وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة، المسجل با

المزيد عن أبو الحسنى

أضف شرح او معلومة